كنت في طريقي إلى جامعة شقراء لحضور محاضرة د. عبدالله نصيف نائب رئيس اللجنة الرئاسية للحوار الوطني. سألت نفسي ما الذي سيضيفه د نصيف إلى رصيده المهني والإداري في إلقاء محاضرة لطلاب نسيهم الحوار لسنوات طويلة... أقدر للدكتور عبدالله نصيف استجابته بصفته رئيس الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، ونائباً لمركز الحوار، وحرصه على لقاء الطلاب والتحدث إليهم مباشرة، وهي خطوة وإن كانت من صميم عمله يشكر عليها، لكن المنطقة التي زارها (النطاق الأكاديمي لجامعة شقراء) هي منطقة واقعة في (ظل) الثقافة والحوار، وهي جغرافيا واقعة في مشارق الحجاز ومغارب نجد، وكانت تعيش على فائض الجامعات الأم والكليات التي تنظر إلى المنطقة من منطلق التعاون المجتمعي أو هي امتداد لما يقدم من خدمة للمجتمع...
د. عبدالله نصيف حاول أن يجمع بين غرضين جاء من أجلهما: الحوار الوطني والاتحاد العالمي للكشاف المسلم، وبمهارته استطاع المواءمة بين الغرضين، لكن إجابته على أسئلة الطلاب وحتى أعضاء هيئة التدريس تم تأجيلها أو على طريقة: الإجابة عليها لاحقا، أو على موقع المركز، وهذا أسلوب أصبح منهجا للمسؤولين: تجدون الرد على الموقع الالكتروني للوزارة أو الهيئة.
د. عبدالله نصيف لمس بنفسه أنه في حضور مختلف عن لقاءات العلماء والنخبة والصفوة المثقفة بأنه يتواجد الآن في الموقع الحقيقي مع طلاب الجامعات ومع الفئة الحقيقية التي يجب أن تحاورها وتسمع إليها, فئة الشباب ممن هم على مقاعد الدراسة الجامعية، هذا الجيل الذي يتشكل في الداخل في أروقة الجامعات السعودية، وأيضا جيل الجامعات العالمية الذي يتشكل في مدن وعواصم العالم، والآن عائدا إلى أرض الوطن... وجد نفسه نائب الأمين ورئيس اتحاد الكشاف، إنه في الموقع الصحيح، وفي المربع الحقيقي، وفي مربع الشباب الذي يصنع الحدث ويديره عبر أجهزته الذكية ينقل الصور والصوت ويضيف تعليقاته وترميزاته وأشياءه وهمومه... الآن عبدالله نصيف والحوار الوطني داخل الصورة تماما والكادر والفلاش وليس في القاعات المعدة سلفا وانتقاء الأسماء والمحاورين والشخصيات وكاميرات التصوير والتوثيق ليخرج لنا من يقول حوار الشباب...
الحوار يتم مع طلاب الجامعات مباشرة وطلاب المرحلة الثانوية، وفي مسارح وقاعات الطلاب وليس في قاعات الفنادق المغلقة، مركز الحوار هو من يدير الناس والآراء والأفكار وحتى ما يقولونه...
الحوار الآن تجاوز مركز الحوار؛ فالناس يجدونه في التويتر واليوتيوب والرسائل النصية والقنوات الفضائية والمجالس الخاصة, والسؤال: هل غيرت جامعة شقراء ما في داخل د نصيف وإدارة المركز عن أسلوب وطريقة الحوار الوطني في خطابها وأدائها أم هي ممارسة وظيفية؟!!.