كانت تلك الكلمة التي قالها والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لشعبه في إحدى المناسبات «أنا بخير ما دمتم بخير»، معيارا حقيقيا يعكس مدى اهتمامه الكبير بمسؤولياته الكبيرة تجاههم وحبه وإخلاصه لأمته، إلا أن تلك اللحظة لم يجرب أحدهم عكسها لصعوبة التحكم في مشاعر الجماعات، إلا أنها حدثت وكانت مشاعر الجميع أثناء العملية الجراحية تقول: «مادمت بخير.. نحن بخير»، فالفرحة الكبيرة التي غمرت الفرد السعودي لدى سماع خبر نجاح عملية خادم البيتين الشريفين لا توصف تجاه من قاد مرحلة البناء والرخاء التي تعيشها المملكة بفضل الله ثم بفضل رعايته ونتيجة العمل المتواصل لرفعة الوطن ونمائه في جميع مجالات الحياة العلمية والعملية، فالمشاعر الصادقة التي يحملها أبناء هذا الوطن تجاه مليكهم ماهي إلا تجسيد حقيقي للعلاقة المتينة بين أبناء هذا الوطن بمختلف أطيافه ومليكهم ودليل على متانة اللحمة الوطنية بأجمل صورها ومعانيها والتي تمثل وقفة المواطن الواحد المتضرع لله تعالى لشفاء ملك يعتز بشعبه وفي كل مناسبة يخاطبهم، بأبوته المعهودة، وعاطفته الجياشة، بأنهم في قلبه يبادلهم الحب والاحترام ويستمد من الله ثم منهم العزم والعون والقوة.

إن الله جل وعلا قد من علينا بنعم عديدة، ويأتي أمن برزها أن سخّر لنا قيادة تستمد قوتها واستمراريتها من حب شعوبهم، ولعل ماحدث في المنطقة من أحداث خلال السنتين الماضيتين لأكبر دليل على قوة ومتانة العلاقة بين الشعب وقيادتهم، رغم المحاولات المستمرة لأعداء الأمة للنيل من هذه العلاقة، إلا أن هذا الحب الكبير الذي يجمع الوالد بأبنائه سيظل حصنا منيعا ضد كل محاولات العبث بأمننا وأماننا.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قائدا مصلحا للأمة، في مسيرته التنموية التي بدأها والده المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، ومضى عليها أبناؤه البررة من بعده، مؤيدا بيمينه وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وحب شعبه وولائهم الكبير، وأسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية وأن لا يرينا في من نحب مكروها.

د. بدر بن عبد الله العردان - مدير عام الأملاك والاستثمار والحركة والنقل في جامعة حائل