الفرحة التي غمرت السعوديين ليلة الجمعة فرحة غامرة شاملة، جاءت حافلة بالمشاعر الجياشة والعفوية التي تجسدها علاقة الملك الأب القائد المصلح الإنسان بشعبه الوفي، الذي يبادله حباً بحب يتعدى ما يربط القادة بشعوبها؛ فالمواطنون يشعرون بحب لهذا القائد، يتعدى كل ما نعرفه من علاقة الشعوب بقادتها، حب جارف، يترجم عفوية الارتباط الذي تميزت به علاقة الأب الملك الصالح المصلح منذ تسلم أولى مهامه الرسمية؛ فقد عُرف عنه التواضع والالتحام بالمواطنين؛ يشاركهم أفراحهم وأحزانهم دون تكلف أو اصطناع.
ملك أحب شعبه فأحبوه؛ ولهذا فقد كان مساء يوم الخميس ليلة الجمعة مناسبة شعبية، فرح بها الشعب من ساحله الغربي إلى ساحله الشرقي، ومن شماله إلى جنوبه؛ لم يكن يوماً عادياً في حياة شعب يتابع صحة والده وقائده؛ فعلاقة هذا الشعب بوالده وقائده الملك عبدالله بن عبدالعزيز علاقة غير عادية وغير تقليدية، هي علاقة حب وتلاحم، يندر أن نجدها في مكان آخر؛ فالمواطن يتعامل مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز كوالد له قبل أن يكون ملكاً وولياً للأمر، والد وجد منه كل تفانٍ وحب للأمة بل للبشرية جمعاء.
في الأيام التي قضاها للنقاهة بعد العملية الجراحية كان يتململ من البقاء في المشفى، ويتعجل الخروج لاستكمال برنامجه الذي يحلم به لهذا الوطن، وتنفيذ خطوات الإصلاح والتطوير، ويؤكد للأطباء بأن وقته للمواطنين؛ وعليه مغادرة المستشفى؛ ليشرف وينفِّذ ما أراده لهذا الشعب الوفي.
مثل هذا الملك الإنسان الذي يفكر في أهله ووطنه وهو على فراش المرض كيف لا يبادله أهله وشعبه وأبناء أمته هذا الحب؛ فالحب الصادق والصافي ينعكس تلقائياً؛ فالقلوب تتآلف، والشعوب تحتضن من يحبها ويعمل بإخلاص من أجلها؛ لذلك ليس غريباً أن تعم الفرحة الغامرة كل الجزيرة العربية، ويتعدى الفرح أرض العرب بكل أوطان المسلمين، وكثير من الأوطان الأخرى الذين عرفوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنساناً يشارك البشر أفراحهم وأتراحهم.
أهلاً بوالدنا وقائد مسيرتنا، ونهنئ الأسرة والشعب السعودي وأبناء الأمة العربية والسعودية بشفاء الملك الصالح.
jaser@al-jazirah.com.sa