كلنا مع حرية التعبير، وطرح مشكلات المجتمع والظواهر السلبية!.
لكن أزعم أن محبي وطننا ومجتمعنا ضد المتاجرة بقضايانا والاقتيات على مشاكلنا من أجل بياض الإعلانات، وتكثير سواد المشاهدين وليت الأمر يقتصر على طرح المشكلات وتناولها، لكن ما يؤلم كل محب للوطن هو تضخيم المشكلات والأخطاء وجعلها ظواهر وقضايا رأي عام مثلما حصل من (حادثة فردية) في إحدى مدن المملكة ثم النشر عنها بوصفها واقعة تحصل في كل مجتمع، لكن طارت بها إحدى القنوات الفضائية الخارجية وكأنها ظاهرة في وطننا وحده من بين بلدان العالمين فأساءت إلى كل نساء ورجال هذا الوطن.
مع الأسف أمثال هذه القنوات تتغذى انتشاراً وإعلاناً على ما تطلَّع عليه في وسائطنا الإعلامية، وقد تكون حالات شاذة لكنها تطير بها وتضخمها فتسيء وتشوه وطننا ومواطننا، لذا لابد أن ندرك آثار ما نكتبه أو نذيعه لكيلا يتخذه كارهو وطننا مدخلاً للتشويه والبلبلة والفتنة، وقد صدق معالي أخي أ. عبدالرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عندما قال من واقع تجربته الإعلامية الطويلة: (لابد لوسائل الإعلام أن تعي أبعاد ما تنشر، وأن هناك متربصين يبحثون عن كل ما فيه إساءة للمملكة أو مواطنيها).
مع الأسف لقد زاد التنافس والتوجه للإثارة من بعض القنوات على حساب هذا الوطن ومع الأسف -مرة ثانية- فهذا الطرح لا يحقق سوى الكسب المادي ولكنه يعود على مجتمعنا بالبلبلة والتأليب لو كان هناك طرح موضوعي لا يخفي وراءه أهدافاً سواء مادية أو هدف إساءة لرحبنا بذلك، لكن الذي نشاهده في الكثير ما يعرض عكس ذلك.
قبل فترة وجيزة اتصلت بي قناة لبنانية أسمع باسمها لأول مرة، وقد طلبت مني المتصلة: المشاركة في قضية سعودية بشأن سعودي حوّل مشكلة حصلت من أفراد معدودين، ولكن هذه القناة أرادت تضخيمها وجعلها قضية رأي عام يشارك فيها المشاهدون والمشاهدات.. طبعاً رفضت الأمر، وحاولت أن أصحح لتلك المتصلة من هذه القناة ما نشر حول هذه القضية، ولكن لم يعجبها رأيي، وأعتقد (راحت) تبحث عن سعودي آخر يتجاوب معها.
وهنا أقول: إن بعض ناشطينا ومثقفينا السعوديين الذين يشاركون بالحوار والظهور في برامج هذه القنوات، يسهمون من حيث لا يقصدون إذا أحسنّا الظن - في عولمة بعض قضايانا الاجتماعية الفردية ولو لم يظهروا أو يشاركوا فيها لما كان هناك متابعون ومهتمون بما تطرحه هذه القناة أو تلك.
بقي أن أشير إلى دور رجال الأعمال فإعلاناتهم هي أحد أسباب بقاء هذه القنوات، إن إعلاناتهم هي التي تحفِّزهم على الطرح السلبي لقضايانا الاجتماعية والسياسية، فهم من خلال طرحهم السلبي يجلبون إعلانات أوفر ومشاهدين أكثر على حساب هذا الوطن الجميل وأبنائه وبناته، فهل ندرك ذلك: مثقفين ورجال أعمال ومشاهدين؟.
وطننا لا يليق به إلا البياض.
***
=2=
صقيع المشاع
* عند اشتداد هجمات “البرد” نبحث عن كل الوسائل التي تبعث الدفء في أجسامنا وأعضائنا.. لكن -يا ترى- من يدفئ صقيع المشاعر داخل قلوب البشر.. من؟.
من يمنح الإنسان دفء المحبة سواء كان ذلك الإنسان “طفلاً” صوّح قلبه سيف الطلاق.. أو “أماً” قتلها جمود العقوق.. أو “قلباً” هده جليد الفراق..؟.
إنه من السهل جداً أن يحصل الإنسان على دفء مادي لجسده.. لكن الأكثر صعوبة أن يظفر بـ”نهر دفء” صغير يذيب صقيع عمره, وجليد دواخله.
***
=3=
آخر الجداول
* للجواهري:
(وحين تطغى على الحرَّان جمرته
فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi