افتقدنا الشيخ حمود بن ناصر الجهيمي -رحمه الله- وأدخله فسيح جناته وليعلم الجميع أنه ليس فقيد قبيلة حماله أو قحطان فحسب، بل فقيد الكرم والشجاعة ومساندة المحتاج وفك العاني أينما وجد, لقد حدثني شخصياً مراراً وتكراراً طالباً مني أن أبلغه -رحمه الله- بكل محتاج أو فقير قريباً كان أو بعيداً, وكان مجلسه لا يخلو من ضيف أو زائر أو عابر سبيل أو مسكين أو صاحب حاجة, وكان بيته عامراً بالكرم والجود..
وقد سطرت في فقيدنا رحمه الله هذه الأبيات:
خطبن جلل هز المشاعر والأفكار
أثر ونثر عبرتي لو كنيـته
منه الضماير ولعت كلها نار
من فقد شيخ(ن) لو رحل ما نسيته
غالي وله عندي معزه ومقدار
لو ينفدي بالمال كله فديته
عليه دمعي كنه المزن مدرار
لكن وش ينفع؟ لو أني بكيته
يبكونه أهل الحي أرامل وقصار
وتبكيه روضة مسجده قبل بيته
ويبكونه أهل الخير والضيف والجار
ويبكيه مسكيناً من أجله نصيته
ويبكون شيباناً عل الضو سمّار
وبيت(ن) ليامني تضايقت جيته
وتبكيه رسلانا تبي بن وبهار
ذعذع خنين بهارها مثل صيته
يارب يارحمان علاّم الأسرار
إنك تروف بعبدك اللي خذيته
والكلمات والله تقف حائرة وعاجزة أن توفي ذلك الشخص حقه علينا, ولا نملك إلا أن ندعو له ونقول تقبل الله الفقيد وتغمده بواسع رحمته ومغفرته.. وندعو الله أن يجبر كسر قلوبنا وأن يهون مصابنا فإنه والله مصاباً جلل...
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ابنه/ تركي بن فلاح الحمالي