بصراحة.. رغم ميولي غير الهلالية وعدم قربي من البيت الهلالي إلا أن ما يميز هذا الكيان عن بقية الأندية السعودية «السرية التامة» وعدم إفشاء ما يدور داخل أروقة الكيان سواءً سلبية أو إيجابية، ورغم ما قد يمر على النادي من مشاكل وأزمات إلا أنه من المستحيل أن تجد من يخرج من أعضاء الشرف أو المنتمين لهذا النادي ليقوم باستغلال فرصة الاخفاق أو الأزمات ليصفي حساباته حتى ولو كان غير راضٍ عما يدور، ولقد أثبتت الأيام بأن الهلال ككيان يعتبر خطا أحمر على كائن من كان.
لقد عقد اعضاء شرفه مساء الثلاثاء الماضي اجتماعاً ضم ما يقارب الأربعين عضواً وتم تنصيب الأمير بندر بن محمد رئيساً لهيئة أعضاء الشرف خلفاً للأمير الراحل هذلول بن عبدالعزيز، وبالتأكيد دار نقاش حاد وامتعاض من البعض على بعض القرارات الإدارية التي لم تكن مقبوله مثل التفريط في بعض النجوم وعدم وجود التهيئة النفسيه للبطولة الآسيوية، والذي على إثرها خرج الفريق للعام الرابع على التوالي من البطولة، ورغم ذلك خرج الجميع بعد الاجتماع وتحدثوا بلغة راقية واحترام متبادل، وهو الأمر غير الموجود في عدد كبير من الأندية والتي دائماً ما ينتظر البعض فيها الفرصه لتصفية حساباته من خلال تلك الاجتماعات.
لقد كان اجتماع الثلاثاء الماضي رساله لبقية الأندية في احترام ذات البين واحترام مشاعر الجماهير وحل الخلافات داخلياً وعدم «نشر الغسيل» عبر الإعلام، وهذا ما تتمناه جماهير أي ناد أن تكون مثل الجماهير الهلالية التي تعتبر محظوظة في سياسة إدارات ناديها المتعاقبة رغم اختلاف سياسات رؤسائه، ليبقى الهلال خط أحمر على من يحاول اختراقه.
الجماهير الاتحادية الأميز محلياً
يجب أن نقدر ونشيد بجماهير نادي الاتحاد والتي ضربت مثالاً رائعاً وغير مسبوق للوفاء لناديها والوقوف بجانبه رغم ما يمر على كيان الاتحاد من مصائب ومشاكل لا تعد ولا تحصى، وما يميز تلك الجماهير أنها لا تنظر لمن يرأس النادي أو من يقوم بإدارة الأمور فيه، وإنما عشقها لمن يرتدي ويضحي من أجل هذا الكيان العريق، وما أكبر دليل إلا تلك الجماهير التي تواجدت مساء الأحد الماضي في ملعب الشرائع في مكة المكرمة ومؤازرتها للفريق أمام الهلال رغم المشاكل التي تحيط به.
فبرغم عدم وجود لاعبين أجنبيين «اثنين» وانخفاض مستوى عدد كبير من اللاعبين المحليين وابتعاد البعض منهم لأسباب مالية وإدارية، وكذلك ابتعاد عدد كبير من أعضاء شرفه والداعمين إلا أن هذه الجماهير قالت كلمتها وأبدت رضاها عن أداء فريقها رغم الهزيمة ورغم الانتكاسات المتكررة بعد الخروج الآسيوي.
ولهذا يجب أن تقال كلمة الحق لإنصاف هذه الجماهير العريقة والمحبة، وأناشد من هذا المنبر المسؤولين في كرتنا بأن تكون جميع المباريات التي تخوضها منتخباتنا على مختلف المستويات ملاعب الساحل الغربي، حيث الجماهير العاشقة والوفية والتي دائماً ما نطرب بأهازيجها وتشجيعها.
نقاط للتأمل
- جاء تنصيب الهلاليين الأمير بندر بن محمد رئيساً لهيئة أعضاء الشرف تقديراً لهذا الرجل ومسيرته الطويلة خصوصاً أنه يعتبر الرئيس الذهبي للهلال والعاشق المتيم على مدى السنوات الطويله الماضية.
- التصاريح التي أدلى بها بعض أعضاء شرف نادي الهلال تدل على وقوفهم مع الإدارة وتأييدهم لسمو رئيس النادي وما تكفلهم بجميع الألعاب المختلفة ما هو إلا تأكيد على دور عضو الشرف الفعّال.
- سبق وأن أعطيت رأيي حول أعضاء شرف الأندية واعتبرتهم من الماضي، إلا أن أعضاء شرف نادي الهلال خالفوا التوقعات وقالوا كلمتهم عندما أصبح ناديهم بأمس الحاجة إليهم في جميع النواحي.
- أعاد لقاء الاتحاد والهلال الأخير الروح لمدرجات الملاعب السعودية بحضور أكثر من 25 ألف مشجع في ملعب الشرائع لنتأكد جميعاً أن الجمهور الرياضي عاشق لكرة القدم متى ما وجد البيئة المساعدة والتسهيلات المطلوبة لحضوره.
- لم يستفد من الأزمة المالية التي تعيشها الأندية السعودية سوى الحكام المحليين الذين وجدوا فرصتهم وأثبتوا جدارتهم من خلال إدارة أهم اللقاءات وخاصة الثلاثي مرعي العواجي وعبدالرحمن العمري وخليل جلال والذين استطاعوا أن يديروا اللقاءات التي كلفوا بها باقتدار.
- رغم تصدر نادي الهلال لدوري زين وعودته السريعة بعد الإخفاق الآسيوي إلا أن معدل الحضور الجماهيري لمبارياته خاصةً التي تكون على أرضه أقل وبكثير من ما هو متوقع.
- اعتقد أن الإدارة النصراوية قد وفقت في مدرب فرض شخصيته واستطاع توظيف لاعبيه خاصةً الشباب منهم، ويبقى دور الإدارة باستقطاب لاعبين أجانب مميزين وإبعاد بعض اللاعبين المستهلكين ومنح الفرصة لشباب النادي.
- أتصور ان عودة اللاعب ياسر القحطاني للمنتخب بمكالمة هاتفية من ريكارد غير مبررة.
خاتمة: هناك أشخاص لو نعاملهم بالمثل لخرجوا من حياتنا منذ زمن، ولكن نقطة الاختلاف هي اخلاقنا وما تربينا عليه.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة».. لكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.