تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 22 محرم 1434هـ حول مسؤولية محافظي المحافظات عن المتابعة الميدانية لأعمال المراكز والإدارات التابعة لهم للاطمئنان على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك مسؤوليتهم عن تخصيص وقت لاستقبال المواطنين والاستماع إلى مطالبهم وشكاويهم بما يساعد على تقليص الحاجة إلى رفع الكثير من الأمور إلى مقام الإمارة في كل منطقة...إلخ. وأقول إن هذه مثالية في مسؤولية المحافظين لم نسمع أو نقرأ عن شيء منها على أرض الواقع ولا يدّعي أي محافظ أنه يتحلّى بهذه الصفات وتكاد مسؤولية كل محافظة تنحصر في العمل المكتبي المألوف ولم يحدث أي تغيّر يُذكر حتى بعد التوجيهات السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين التي يحث فيها المسؤولين على الاهتمام باحتياجات المواطنين وحل ما يعترضهم من المصاعب، وقد عوَّض الله المواطنين بأمراء مناطق خصصوا أوقاتاً وصالات خاصة لاستقبال المواطنين والتواصل الدائم معهم ومع احتياجاتهم والاهتمام بما يهمهم. وتعتبر صالة استقبال المراجعين الرحبة في إمارة منطقة القصيم أنموذجاً ويعتبر تواضع سمو الأمير للمراجعين أنموذجاً آخر.

وأخيراً يرى الأخ الكاتب إمكانية إعادة التجديد أو تعيين المحافظين المتقاعدين للعمل بإمارات المناطق للاستفادة من خبراتهم، ويلاحظ على هذا الرأي ثلاثة أمور؛ أولها أن الإمارات لديها حاجتها من الخبرات الكافية في كل مجالات العمل. والأمر الثاني أن من يرى المسؤولون إمكانية التجديد له فليكن للعمل في محافظته التي تناسب خبرته مع أن الرأي العام يميل إلى التغيير وقد أشار الأخ الكاتب إلى ذلك بقوله: فإن من الصالح العام استقطاب دماء جديدة تتلاءم قدراتها العلمية مع هذه المناصب الهامة. والأمر الثالث أن وظائف المتقاعدين وغيرها من الوظائف الشاغرة ينبغي تخصيصها بالكامل لمعالجة مشكلة البطالة وعدم مجاراة رغبة الكثير من المتقاعدين في البقاء على رأس العمل وعرقلة مسيرة توظيف العاطلين.

- محمد الحزاب الغفيلي