عندما يجاهد سجناء محكوم عليهم (بالقصاص) من أجل الحصول على الشهادة الجامعية، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، والمستقبل الغامض الذي ينتظرهم، فإن هذا يبعث الأمل لكثير من الطِلقاء المتحججين دوما بعدم جدوى الحصول على (مؤهل دراسي) مع كثرة العاطلين من الحاصلين على شهادات عليا!.
كان الحصول على شهادة جامعية سابقاً (حلماً) لمعظم الشباب للفوز بفرصة وظيفية، كما أن للشهادة في ذلك الوقت قيمة إضافية تعبر عن مدى ثقافة الشخص ودليلاً على مكانته العلمية وقدرته على قراءة الواقع والمستقبل بطريقة مختلفة عن الآخرين، بعكس ما يحدث اليوم من الشباب الذى بدأ التهرب من إكمال (مشواره العلمي) مع تضاؤل مقاعد دراسية مناسبة في التخصصات التي يرجوها ومع انخفاض قيمة الشهادة كمؤهل للحصول على وظيفة مناسبة!.
لعل عزيمة هؤلاء الذين ينتظرون تنفيذ (حكم القصاص) في أي وقت وإصرارهم على الحصول على الشهادة الجامعية، تقدم لنا درساً لكيفية التفاؤل مع انخفاض قيمة وأهمية الحصول على (شهادة) لمن يعيشون حياتهم (خلف القضبان) !!.
الحصول على (شهادة علمية) هو أمر حكيم يجب أن لا يتوقف، لأن الإنسان من المفترض أنه يتخذه للرفع من قيمته الفكرية والذهنية ومكانته الثقافية لتتوسع مداركه فضلاً عن (مكاسبه الوظيفية)، ولا يجب أن تتحول فكرة مواصلة (التعليم) إلى تحصيل حاصل لمجرد كسب وظيفة!.
نحن أمام (صورتين مختلفتين) يجب قراءتهما بشكل صحيح لمعرفة أهمية (الشهادة العلمية): الأولى لبعض الحاصلين على (ألقاب علمية) بشهادات مزورة للحصول على مكاسب اجتماعية، والثانية لمن تتناقص أيامهم في السجون ويجتهدون للحصول على (شهادات علمية) حقيقة!.
مابين (هذا)، و(ذاك) هل ستتغير نظرة شبابنا اليوم تجاه الشهادات الجامعية؟! أم ستبقى مجرد (ورقة مؤهلة) للحصول على وظيفة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com