|
المدينة المنورة - خاص بـ(الجزيرة):
كشف رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينة المنورة الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد أن هناك دورة رقابية صارمة لتحديد دقيق لمصروفات التشغيل في الجمعية، وأن الحاجة لا زالت ملحة لتنويع مصادر الإيرادات لتتواكب مع احتياجات المنطقة. وأمام ذلك تم رسم خطة استثمارية لتدر دخلا ثابتاً للجمعية.
وقال في حواره مع «الجزيرة»: إن معلم القرآن الكريم هو حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية ونحرص كل الحرص على الانتقاء..كما تناول الحوار عدة قضايا متعلقة بالجمعيات القرآنية ومسيرتها الخيرة المباركة.. وفيما يلي نص الحوار:
بداية نود أن نعرف عدد الدارسين والدارسات في الجمعية؟
- الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينة المنورة تعتبر من الجمعيات الرائدة في المملكة ومن أوائل الجمعيات تأسيسا ويبلغ العدد الإجمالي للحلقات والفصول أكثر من 1300 حلقة وفصل، وعدد المدرسين والمدرسات أكثر من 1200 مدرس ومدرسة، وعدد الطلاب الدارسين في حلقات وفصول الجمعية في المدينة المنورة فقط (19178) دارساً. كما بلغ عدد الدارسات في حلقات وفصول الجمعية (23857) دراسة. ويربو عدد الطلاب والطالبات على مستوى المنطقة على أكثر من 50.000 خمسين ألف طالب وطالبة، وعدد الحافظين والحافظات لكتاب الله تعالى أكثر من 5000 خمسة آلاف حافظ وحافظة.
وما المنهجية التي تسير عليها الجمعية في تحقيق هذا السبق والفضل العظيم؟
- يُعد مُعَلِّم القرآن الكريم حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية فبناءً على تميز المعلم تتميز مخرجاته، كما يرجع الفضل بعد توفيق الله إلى التخطيط والمتابعة المستمرة والإعداد المسبق.
وقد حققت الجمعية نجاحاً ملحوظاً يشهده الجميع، وهذا بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل ولاة الأمر وفقهم الله الداعمين لمسيرتنا القرآنية، وأما أولياء أمور الطلبة والطالبات فإنهم يشكلون محوراً أساساً في هذا النجاح؛ لذا فإننا نحرص أشد الحرص على التعاون المثمر معهم، لما يعود بالنفع على أبنائهم، وقد لاحظنا اهتماماً جيداً من قبلهم كان له الأثر البالغ في تحقيق الكثير من النتائج.
وما الدور الذي تقوم به الجمعية في حماية النشء والشباب من الفكر المنحرف المتطرف؟
- كما أسلفت إن معلم القرآن الكريم يُعد حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية فبناءً على تميز المعلم تتميز مخرجاته فما تهدف الجمعية إلى غرسه في نفوس الناشئة من قيم ومبادئ يتم نقله عبر معلمين أكفاء مدربين ومعدين من خلال دورات تدريبية يتم عقدها على مدار العام، ومن فضل الله سبحانه وتعالى - ومن خلال دراسات تخصصية - لم يُعثر على احد استقام مدة طويلة مع هذه الجمعيات حتى حفظ القرآن الكريم أنه دخل في شيء من الغلو والتطرف ولله الحمد، ولا أعتقد إن الحملات المهاجمة لحلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تستهدف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ،فالهدف هو صرف الناشئة عن القرآن الكريم،وإبعادهم عنه وبالتالي فك عرى الاعتصام والتمسك به.
هل كشفتم لنا عن خطط الجمعية لمواجهة العائق المادي الذي تواجه؟
- إن طبيعة عمل الجمعية مشتق من اسمها فهي جمعية خيرية تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وليست مؤسسة ربحية ؛ لذا فإن مصاريف تشغيل الجمعية تنشأ من خلال رصد مبالغ الإيرادات المحددة لها وفق الموازنة التخطيطية التي تمر بدورة رقابية صارمة لتحديد دقيق لمصروفات التشغيل، حيث يتم الاجتماع مع كل إدارة وقسم ومناقشتهم حول كل بند من بنود المصروفات وبالتالي يتم الالتزام بها في عملية الصرف، وتمثل مكافآت وحوافز المدرسين والمدرسات والطلاب والطالبات 75% من مصاريف التشغيل، أما المصروفات العمومية والإدارية فهي تقتصر على القرطاسية والمطبوعات والخدمة مثل الهاتف والكهرباء والماء وغير ذلك، أما إيرادات التشغيل فلا يتم الاعتماد الكلي على التبرعات مع أهميتها، وقد رسمت الجمعية - بتوفيق الله - خطة استثمارية تدر دخلا ثابتا لتلبية الاحتياجات كالأوقاف وغيرها، والحاجة لازالت ملحة في تنويع مصادر الإيرادات لتتواكب مع احتياج المنطقة المتنامي لتوسعة عطاء الجمعية.
ما الجديد لدى الجمعية في الاستفادة من التطور التقني المضطرد في وسائل الإعلام؟
- بفضل الله وتوفيقه تحرص الجمعية على مواكبة العصر والتطور المستمر مستفيدة من ذلك في أداء رسالتها عبر عدة وسائل من أبرزها: موقع الجمعية على الشبكة العنكبوتية العالمية (الانترنت) حيث يُعدُّ الأوسع انتشارا والأيسر اتصالا.
كما نحرص على الاستفادة من الشاشات التلفزيونية الخاصة التي يتم عرضها في الميادين العامة.
كما تم البدء في التشغيل التجريبي لبرنامج المقرأة القرآنية الهاتفية لتصحيح التلاوة على مدار الساعة، كما تحرص الجمعية على تنفيذ بث مباشر لفعالياتها عبر موقعها على الشبكة وبثها على عدد من القنوات الفضائية، وتتطلع الجمعية إلى فتح قنوات الكترونية أخرى لنشر رسالة القرآن الكريم، والجمعية بفضل الله وتوفيقه لا تدع فرصة لتطوير عملها إلا كان لها قصب السبق في استثمارها بما يعود على المجتمع والجمعية بالنفع والفائدة مثل المشاركة في المعارض التي تنظمها المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة.
تزيد المغريات والملهيات في هذا العصر مع تطور ملحوظ في كافة وسائل التقنية، هل من وسائل جذب تستخدمها الجمعيات في التعامل مع الأبناء والبنات، وما الآليات اللازمة لتطبيقها التطبيق الصحيح؟
- مما لا يدع مجالا للشك أن الروتين في أي عمل والسير فيه على وتيرة واحدة يتسبب في وجود شيء من الرتابة والملل؛ ومع ضيق الوقت المحدد للدراسة (ما بين العصر والمغرب) وتزايد أعداد الطلاب تظل الفترة الممنوحة لا تفي بمتابعة برنامج الحفظ والمراجعة، إلا أن الجمعية ومن خلال برنامج الاختبارات المتعددة للطلاب الحافظين لخمسة أجزاء وعشرة أجزاء وغيرها من الفروع وصولاً إلى اختبار كامل القرآن وما يصاحبها من حفلات تكريم للطلاب المتميزين وبرامج تشجيعية تعد جانباً محفزاً جيدا، وعلى صعيد خدمة المجتمع وضمن المشاريع التعليمية الاستثمارية أسست الجمعية عدد من المدارس الابتدائية الأهلية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، والتي تُعنى ضمن برنامجها الأكاديمي بالأنشطة غير الصفية المختلفة رياضية وثقافية واجتماعية على مدار العام الدراسي، وتنافس لنيل المراكز الأولى على مستوى منطقة المدينة المنورة في هذه البرامج.
وهل استفادت الجمعية من وسائل الإعلام الحديثة وتقنياتها مثل: (الفيس بوك، تويتر، الواتس أب) وغيرها لدعوة الناشئة والشباب إلى الالتحاق بالجمعيات؟
- نعم لقد وضعت الجمعية ضمن برامجها لخدمة كتاب الله تنفيذ برامح لحث طلبة التعليم العام على المشاركة في برامج الجمعية وذلك من خلال تنفيذ برامج ومسابقات مشتركة يتم دعوة الطلاب للمشاركة فيها خلال المراكز والبرامج الصيفية ومراكز الأحياء، كما تنفذ الجمعية العديد من الحملات الإعلانية على مستوى المنطقة لنشر رسالة القرآن الكريم، وحث جميع فئات المجتمع لقراءته والالتحاق بحلقات وبرامج تحفيظ القرآن الكريم.