|
كتاب «عام بلا صيف» تأليف الفريق أول محمود بن محمد بخش، وهو أحد كتب السير الذاتية.
وقد كتب المقدمة د. إبراهيم العواجي، وقال: هذه لوحة أدبية بثلاثة أبعاد، هي: البُعد الإنساني التاريخي بكل عناصره من رصد لحالة مجتمع في مرحلة مبكرة من طفولته وشبابه إلى هذه المرحلة من حياة المجتمع.. قصة تحكي نشأة غنية بكل حقائق الواقع والعائلة والقيم والممارسات الإنسانية؛ حيث قدمت الرواية سجلاً دقيقاً لما كان الناس عليه وما انتهوا إليه.
أما البعد الثاني فهو ما تمتلئ به جنبات اللوحة من سجل لنموذج للإنسان الطامح إلى القمة بإصرار وعصامية رغم كل العقبات.
أما البعد الثالث لهذه اللوحة الجميلة فهو الإبداع والبديع الأدبي؛ فقد أخذني إلى زمن ازدهار اللغة العربية في عصورها الأولى حينما كانت اللغة ميزان الكلام.
يقول المؤلف في جزء من كتابه:
أحسب أن خريف عمري بدأ وأنا في سن السادسة من عمري عام 1366هـ عندما وعيت على الدنيا فوجدت نفسي وأخي في حضن أمي في بيتنا في مكة المكرمة ولا أحد غيرنا.. ونحن في حالة فزع من سماعنا هبوب الرياح وهطول الأمطار وظلمة الليل، وكنت أحس بذراعي أمي تضامنا إلى صدرها، وأسمع لسانها يتلو القرآن ويلهج بالدعاء (يا أمان الخائفين). ورأيت أمي تمد يدها إلى لمبة قريبة فأسرجتها بعود من ثقاب؛ فشعرت بشيء من الاطمئنان، وحان وقت العشاء فتناولنا بعض التمر والخبز.. ولا أعلم كيف نمنا، غير أننا استيقظنا على يوم صحو مشمس، وكنت أشاهد أمي تغدو وتروح وفي يديها قدور وصحون وطشت أحضرتها من المركب، ثم وضعتها في أماكن متفرقة على الأرض في المجلس والصفة والخزنة لتتلقى خرران مياه المطر من السقف وتحمي الأثاث من التلف، ثم تحمل ما أصاب الملابس إلى سطح المنزل، وتقوم بنشرها هناك.