الرياض - فاطمة الرومي:
دعت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة لسرطان الثدي إلى تكاتف الجهود من قبل الجميع لنشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع وبين السيدات على وجه التحديد للحد من انتشار سرطان الثدي. وقالت سموها في كلمة ألقتها خلال تدشينها أمس الاثنين الأول للحملة الوطنية التوعوية لسرطان الثدي تحت شعار (حياتك تهمنا): «نأمل أن يكون لتحالفنا مع مركز عبد اللطيف جميل الأثر البالغ الذي ينعكس على وعي نساء هذا الوطن ونراه كنتائج ملموسة على أرض الواقع -إن شاء الله». كما أكدت على أهمية الدور الذي يجب أن تطلع به وسائل الإعلام للإسهام في هذا الجانب الهام.
وتهدف الحملة التي تنظمها وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة التنمية الاجتماعية بإشراف من القسم النسائي بمركز التنمية الاجتماعية بالدرعية وتستمر الحملة لمدة شهر كامل إلى نشر الوعي الصحي بين السيدات حيث تتضمن الأساليب العلمية للكشف المبكر لسرطان الثدي وتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية المرتبة على ذلك.
من جانبها أكدت الدكتورة فاتن الطحان مديرة مركز عبد اللطيف جميل للكشف المبكر ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي في المملكة من 28% إلى 35%، موضحة أن هذا التصاعد السنوي يعد كبيراً ولا يتماشى مع الزيادة السنوية للسكان. وأشارت في حديث خاص للـ «الجزيرة» أن هذا النوع من السرطان يعتبر (رقم1) حيث إنه الأكثر انتشاراً بين النساء سواء في المملكة أو في بقية دول العالم بخلاف ما يعتقده البعض من أن نساء البلاد العربية هن الأكثر إصابة به فالنسبة متقاربة جداً.
كما أكدت على ضرورة الفحص المبكر كوسيلة وقائية خاصة وأن الكثير من الإصابات تزال مجهولة، موضحة أن 96% من الحالات يمكن شفاؤهن إذا تم الاكتشاف مبكراً بإذن الله.
كما ذكرت أنه ورغم كل الجهود التي يتم بذلها للتوعية بأهمية الفحص المبكر والتي حققت بعض أهدافها بفضل الله إلا أن المشكلة تكمن في أن البعض لديه سوء فهم وخلط بين مفهوم التوكل والتواكل.
وحول عدد الحالات التي تم اكتشافها في المركز ذكرت الدكتورة فاتن الطحان أن عدد الحالات منذ نهاية 2007 وحتى إلى الآن بلغ 380، قائلة: وهو عدد كبير ولكن الحمد لله فوعي السيدات في السنتين الأخيرتين أصبح أفضل مما مكننا من اكتشاف إصابة الكثير من الحالات في وقت مبكر، فجاءت نتائج الشفاء فيها بنسب جداً عالية بفضل الله.
وقالت: «الأول أي التوكل يعني أن نؤمن بقضاء الله وقدره ونأخذ بالأسباب. بينما التواكل يعني التقاعس عن العمل وعدم الأخذ بالأسباب بحجة أن الله قادر على كل شيء وهو من بيده الشفاء». وأشارت الطحان إلى أنها سبق أن قامت بسؤال بعض المشايخ حول إهمال بعض السيدات لحالتهن الصحية وعدم إجراء الفحوصات اللازمة حتى تصل لمرحلة متأخرة من المرض حيث تكون معها نسبة الشفاء ضعيفة وذلك بسبب فهمهن الخاطئ لمعنى التوكل على الله، وقالت: «إن المشايخ أكدوا في إجابتهم لي أن من تفعل ذلك آثمة وأن فعلها شبيه بالانتحار».