قد يلفت نظر المسافر من الرياض إلى (رماح) أو الدمام، وجود حواجز خرسانية كُتب عليها: هذه الأراضي من أملاك مؤسسة التقاعد وهي تقع في أرض صحراوية لا خدمات كاملة فيها، ولعل المسافر يتساءل بينه وبين نفسه هذه الأراضي هي جزء يسير من استثمارات هذه المؤسسة العملاقة، وأقول عملاقة لأنها تملك أيضاً مركز الملك عبد الله المالي شمال مدينة الرياض، وهو مجمع هائل يدل على ثراء المؤسسة، ناهيك عن أملاكها المتفرقة في العقارات المتناثرة هنا وهناك في كافة أنحاء الرياض وسائر مدن المملكة، وهنا يقفز للذهن هذا السؤال الضخم مثل أملاك المؤسسة إياها (أي التقاعد)، ما هي فائدة المتقاعد ضئيل الراتب والذي لا يتعدى الـ 3000 ريال من أرباح مؤسسته هذه؟.. ثم ما هي الخدمات الإنسانية التي تقدمها هذه المؤسسة لمن تحمل اسمه أي المتقاعد البسيط الحال والمال؟.. وهي لم تقم بحمايته من الضمان الاجتماعي عندما خصمت منه الزيادة الأخيرة أي الـ 15% لمن يتعدى راتبه الحد الأدنى أي الـ 3000 ريال وعوداً على بدء أي في ما يخص الأراضي الصحراوية التي تعود ملكيتها لمؤسسة المتقاعدين أقول: هل سيستفيد منها المتقاعد، أم أن فائدته مثلها مثل فائدة الصحراء ذاتها للبدوي إذا لم يهطل عليها الغيث!، علماً بأن (غيث) هذه المؤسسة غزير والحمد لله، فلماذا لا (ترش) قليلاً مما يبل حلق المتقاعد البسيط لا أكثر.