تعقيباً على ما نشرته «الجزيرة» بتاريخ 8 ذي الحجة 1433هـ بصفحة وجهة نظر، تحت عنوان (المنظومة الطبية في الحرس الوطني.. ورشة عمل تسابق الزمن)، بقلم العقيد الدكتور عبدالله بن براهيم المنيف، تحدث فيها عن تلك المنظومة الطبية لدى الحرس الوطني، وما هي إلا تعزيز لمسيرة البذل والعطاء والتنمية التي لا تتوقف، وما نشرته بتاريخ 13 ذي الحجة 1433 بالصفحة نفسها تحت عنوان (الأمير فيصل بن عبدالله وتطور الهلال الأحمر السعودي)، بقلم الأستاذ صالح بن حمود القاران، وقد تحدَّث فيها عن هيئة الهلال الأحمر السعودي، وأنه مرفق حيوي مهم وقريب من المواطن والمقيم في بلادنا، من خلال ما يقدمه من جهود مباركة وخدمات إنسانية جليلة حيال نجدة الملهوف وإسعاف المصاب أينما كان في المحافظة والقرية والهجرة.. فمن هنا أقول: إن هناك رجال من معادن لا تصدأ، ولا يتوقف بريقها، وهناك مسؤولان بل هما أميران كريمان، أحدهما وزير دولة والآخر رئيس مصلحة، قاما بواجبهما متمثلاً في إدارتيهما، بل أكثر؛ فكل يوم نرى لديهما جديداً؛ فهما ذوا عقلين ناضجين وأفكار نيرة، أحبا عمليهما فأتقناه، وتفانيا في خدمة وطنهما فنجحا، ولم يحصلا على ميزات عن غيرهما من مسؤولي الدولة. وتقوم إدارتاهما بخدمة الإنسان، أي إنسان، إيماناً منهما بواجبيهما تجاه وطنهما ومواطنيهما. ميزانية إدارة كل منهما خاضعة لكل أنظمة الدولة، بمعنى أن ليس لديهما أية استثناءات من الأنظمة المرعية. إنهما لرجلان عظيمان بنفسيهما، عظيمان بعملهما، ليس لأنهما من أبناء هذا الرجل الذي أعطى وطنه وأبناء وطنه جل همه وحبه ووقته، ومنحه كل تفكيره وهمه الأكبر إسعاداً للمواطن أينما كان موقعه؛ فقد ورثا ذلك الهم وتحملا مشاقه وتبعاته، وهما لا ينتظران جزاء ولا شكوراً من أحد إلا مثوبة من الله.
فمن هما يا ترى؟ إنهما الأميران الكريمان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئيس الهلال الأحمر السعودي.
ومن متابعتي للصحف المحلية والقنوات الفضائية والمحطات الإذاعية تأكد لي أنه لا يكاد يمر يوم أو أسبوع أو حتى شهر إلا وترى جديداً لدى إدارتيهما، فتلك المشاريع متواصلة، وقفزات التطوير تتسابق.. ويا ترى، هل الرجلان يتنافسان على خدمة وطنهما ويتسابقان للوصول بإدارتيهما إلى ما يليق بهما ويتناسب مع المهنة التي أُسندت لكل منهما؟ وهل فعلاً يفعلان ذلك من أجل أنهما ابنا هذا الملك الهمام ذي القلب الرحيم؟ وهل لهما ميزة عن أمثالهما من مسؤولي الدولة؟ أبداً، إنما لأنهما اتخذا هذا الأب قدوة، وطريقته في التعامل مع الآخرين نبراساً لهما. لا أقول ذلك على سبيل المديح؛ فكلاهما غني عن ذلك، وإنما أقول ذلك لأذكر الآخرين ذوي المناصب الأخرى بما يجب عليهم تجاه وطنهم ومواطنيهم (لا أتهم أحداً)، وأن الفرق هو في حسن التفكير وصدق القول والعمل بنزاهة، لا التصريحات التي لا تنبت كلأ ولا تروي ظمأ ولا تقيم أوداً، فتصبح كالمنبت، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. وإليكم أمثلة لبرهما بوطنهما ومواطنيهما تؤكد سرعة استجابتهما لنداء الواجب بسرعة تفوق سرعة الجهات المختصة بالوضع؛ فما إن علم سمو الأمير متعب بحادث الغاز إلا وقد وجَّه الشؤون الصحية بالحرس بإعلان حالة الطوارئ، واستقبال مصابي الحادث وإخلائهم إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس، وتجهيز 170 سريراً في مدينة الحرس الطبية، بل إن سموه قام بزيارة المصابين وتهنئتهم بالسلامة وتقديم تعزية خادم الحرمين لذوي المتوفين، وكان قبل ذلك قد أرسل فريقاً طبياً للوقوف على حالة المصابين في حادث الحريق الذي وقع في عين دار بمحافظة بقيق، ووجَّه سموه الفريق بتقديم كل ما يلزم من عناية طبية للمصابين فيه. أما سمو الأمير فيصل رئيس الهلال الأحمر السعودي فقد وجه طائرات الهلال من خلال 20 فرقة بنقل عدد كبير من مصابي حادث الغاز إلى مختلف المستشفيات الحكومية والأهلية، إلى جانب علاج 15 حالة بموقع الحادث. أما مشاركة الهلال في أعمال الحج فحدِّث ولا حرج؛ إذ إن الهلال أسعف 1036 حالة في منى وعرفات والعاصمة المقدسة، وشارك بـ1029 مسعفاً و510 سيارات إسعاف، إلى جانب أسطول من طائرات الإسعاف الجوي.
فحيوا معي هذين الرجلين الكريمين وامنحوهما كل تقدير واحترام؛ فهما جديران بالثقة الغالية التي منحها لهما خادم الحرمين الشريفين، سائلاً المولى - عز وجل - أن يجزيهما خير الجزاء، وما هما إلا مثال حي للمواطن المسؤول المخلص الذي أحب عمله فأتقنه، بل هما أهل لأن يُمنحا وشاح الحب والتقدير من كل مواطن ومقيم.. وإلى الأمام أيها الأميران الكريمان، وبالتوفيق والسداد.
صالح العبدالرحمن التويجري - الرياض