أولئك الذين توقعوا لهذا اليوم الثاني عشر، من الشهر الثاني عشر، من العام الميلادي الثاني عشر، بعد الألفين أن يكون آخر يوم في الحياة..!
ذلك لأنهم قالوا سيحدث هذا، بعد أن اكتشفت منذ عشر سنوات وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» كوكبا مضافا للكواكب المعروفة، يكون دافعا للشمس لأن تبث أشعة تحدث إنعكاسا للمجال المغناطيسي، بحيث تكون قوته من الخطورة أن تحدث على الأرض كوارث مميتة، ومفنية، عند الاقتراب منها.. ومع تأثيرات وجود هذا الكوكب الغريب، وظهور آثار في التغييرات المناخية على الأرض كما توقع العلماء من زلازل، وبراكين وفيضانات، كالتي حدثت وتحدث في العالم خلال العقد الأخير، إلا أن توقعاتهم بنهاية الحياة على الأرض باءت بالفشل لكل التواريخ التي اقترحها مثل عالم الفلك الفرنسي (نوستراداموس) سنة 1890 إذ «تنبأ بأن الكواكب التابعة للمجموعه الشمسية سوف تضطرب بنهاية الألفية الثانية وستسبب دمار الحياة بعد 12 عاما فقط»، أي سنة 1902 ولم يحدث ما توقعه، أما عالم الرياضيات الياباني (هايدو ايناكاوا) (1950) فقد تنبأ «بأن كواكب المجموعه الشمسية سوف تنظم في خط واحد خلف الشمس، وأن هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض بحلول 2012»، أما بعض العلماء من الصين فقد قالوا إن «بداية نهاية العالم ستكون في ديسمبر 21 من عام 2012 حيث يكون الكوكب المجهول في أقرب نقطة له من الأرض، وفي عام 2014 سيصل إلى نقطة ينتهي فيها تأثيره على الأرض، مكملا مساره الشمسي حتى يعود مرة أخرى بعد 4100 سنة»، وردت هذه المعلوات في موقع «وثائقيات فلكية»..
إن هذا اليوم 12 ديسمير 2012، أو 21 منه، قد جعل علماء الفلك لهذا الحدث الفاني توقيتا، وهو ليس من شأنهم!!..
بناء عليه، لعل الناس الذين يعرفون عن هذه التخرصات في بعض أنحاء العالم، قد ناموا ليلة البارحة، أو لم ينموا وهم في رعب..، واستعدوا للموت!!
أما وقد أشرق نور ربنا في يقظة كونه، وسيرورته في نظامه السرمدي..
فلا إله إلا هو.. له أمر كونه..، «لا يجليها لوقتها إلا هو»..
وصدق من لا ينطق عن الهوى، عليه الصلاة والسلام..
لقد أشرقت الشمس على ساكني الأرض، ولم ينته العالم..
لم تختل الكواكب، ولم تنفث الشمس زفيرها الزعاف..
لم تنقلب مغنطيسية الفضاء العميق.. ولم ينته العالم..
لم تدمر الشمس بسطة الأرض..
الأرض باقية، والأفلاك في مجاريها، والأجرام في مداراتها، والكواكب في مسارها، وكذا البشر، والدواب، والبحر..
والشمس كما هي لطيفة..، تبث الدفء للمبتردين في مقبل الشتاء..!
فمتى تأتي الساعة..؟
علمها عند ربي، إذا جاء أجلها، وحان قضاؤه في أمرها.. قال تعالى كن، فتكون..!
إذ لا يسع علم البشر علم الذي خلقهم .. وإن نفذوا من أقطار السموات، والأرض بسلطان علمهم..
وإن أفادوا البشرية بعظيم اكتشافاتهم...
فالحمد لله أن أصبحنا بخير..
وأنتم بخير،..
والسماء بخير..
والأرض بخير..
ونواميس الكون تسري في نظام رباني دائم.. لا يملك غيبه أحد من البشر..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855