إعلان (وزارة الداخلية) الدوري والمتعاقب حول عملياتها النوعية في تنفيذ المهام الأمنية لمكافحة تهريب وترويج وحيازة المخدرات في المملكة، يؤكّد على أننا في (حرب متلوِّنة) و(مواجهة مستمرة) مع عدو (متشكِّل) يسعى لترويج السموم بيننا!
هذه الحرب يأخذ فيها (العدو المتربص) بنا وبشبابنا ووطننا أشكالاً عدة، وألواناً متغيِّرة، وصوراً مختلفة من أجل التغلغل بين صفوفنا، وبث السموم بين (أفراد المجتمع)، وتحطيم عزيمة أبنائه لتسود (الفرقة) بسبب آثار هذه المواد المخدرة التي تروّج (للوهم) حتى بات (إدمان المخدرات) يقع بسلب الإرادة من (المدمن) دون أن يعلم بوقوعه فريسة في براثن هذه السموم!
يُخطئ الكثير من (رسائل التوعية) التي يتلقاها أبناؤنا وبناتنا عبر وسائل الإعلام المختلفة عندما تصور المروِّج بثوب (المجرم) ظاهر الملامح، بينما هو في الحقيقة (عدو خفي) قد يأتي للإنسان بصورة (صديق محب) ليتلبسه ويوقعه في شباك وحبائل الإدمان، التي لن تقف آثارها على الشاب وحده، بل ستمتد (فاتورة الإدمان) لتسددها (الأسرة كاملة) بتحطمها وتفككها وضياع الأبناء والبنات، لتحدث (المأساة المؤلمة)!
عصابات ومروّجو المخدرات لا يظهرون في (مجتمعنا) بالصورة التي نتخيلها في أذهاننا (منذ الصغر)، والتي رسمت من خلال العديد من تلك الوسائل الإعلامية، بل إنهم قد يبدون قريبين جداً منا، وفي (هيئة مصطنعة) تبدو لنا حسنة، وقد يقدمون أنفسهم بيننا (بأجمل لبس) وأفضل مأكل ومشرب، ولن نكشفهم إلا بزيادة الوعي والحذر، من خلال فتح المجال (لجيل الشباب) لصياغة الرسالة التوعوية المناسبة لمن هم في (أعمارهم)، وهو ما سيساعد في تكاتفنا جميعاً (صفاً واحداً) للحد من آثار المخدرات واجتثاثها!
جهود وزارة الداخلية وشفافيتها في ملف (المخدرات) مقدرة ومثمنة عبر البيانات الدورية والمتعاقبة حول (تطورات) هذه الحرب مع المروّجين والمهربين, ومن كل أبناء الوطن لأنها تبعث بداخلنا طمأنينة بأن هناك (عيوناً) تسهر من أجل حمايتنا في الحدود وداخل المدن (لا تكل ولا تمل) لتقطع اليد التي تمتد لتعبث بمقدرات الوطن وشبابه، وبكل تأكيد تضحيات منسوبي إدارة مكافحة المخدرات ومجهوداتهم العظيمة محل تقدير كل (الآباء والأمهات) الذين عانوا من آثار المخدرات واكتووا بنارها!
أعتقد أن الكرة الآن في (ملعب) وسائل الإعلام وخصوصاً المرئية، وتلك الجديدة عبر قنوات التواصل الاجتماعي، لتقدّم لنا رسائل توعية حديثة (بروح شبابية) وفكر جديد، كنوع من (المسؤولية الاجتماعية) التي يستحقها الوطن وأبناؤه..!
لعلنا أن نكشف من خلالها أقنعة (الصور المزيفة) لكل المجرمين!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com