الجزيرة - عوض مانع القحطاني:

تزامناً مع أسبوع النزيل والنزيلة الخليجي الموحد لدول مجلس التعاون لإبراز ما تقوم به هذه الدولة من جهود لإصلاح السجين وإعادته إلى اسرته ومجتمعه سليماً معافى مسلحاً بالعلم والتأهيل فقد قامت المديرية العامة للسجون من خلال الشؤون العامة بعمل جولات لرجال الصحافة للوقوف على الجهود التي تبذل لخدمة النزيل والتعرف على ما يقدم من برامج توعوية وإرشادية.

فقد اختارت (الجزيرة) سجن الحائر.. تحدثنا أولا مع مدير سجن الحائر العقيد علي بن محمد آل قوت عن العديد من التساؤلات وما يطرح في الصحافة فكان شفافاً معنا من خلال هذه الأسئلة..

وقال لنا الإعلام شريك مهم في التوعية قبل وقوع الجريمة وعليه مسؤولية في إبراز الجهود التي تبذل من قبل ولاة الأمر لجعل سجوننا ليست سجونا.. بل مكانا للإصلاح من خلال التعليم والإرشاد والتأهيل لكي يخرج هذا المواطن الذي زلت به الأقدار وهو تائباً من أفعاله.

نص الحوار:

مدير سجن الحائر متحدثاً

توجهنا إلى مدير سجن الحائر العقيد علي بن محمد آل قوت.. سألناه: كيف يستقبل السجين في هذا السجن؟.

أجاب بأن استلام السجناء يبدأ أولاً من سجن الملز حتى يتم الحكم عليه.. بحيث إن السجين عندما يصلنا يسجل في الحاسب الآلي وتؤخذ معلومات كاملة عنه بعدها يبدأ الكشف الطبي على هذا السجين من خلال المستوصف الموجود داخل السجن رغم أنه يأتي بسجله الطبي من سجن الملز إلا أننا لا بد أن نتأكد أيضاً من سلامته حفاظاً من أي أمراض على السجناء.. ومن ثم يتم إدخال السجين في الجناح المخصص لقضيته.. وحسب سن النزيل بحيث يوضع الأحداث في مكان والكبار في مكان ويقول هناك من أعمارهم من 18 سنة إلى 22 سنة يتم عزلهم ومن بعد ذلك السن يدمجون في العنابر كل في قضيته..

البرامج التي تناسب الأعمار

بعد ذلك نقوم بتوزيع البرامج التي تنفذها داخل السجن من خلال الإدارة العامة للسجون والجمعيات الخيرية والمؤسسات العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وقد وجدنا تعاونا مطلقا فيما يخص الإقامة داخل الإصلاحية حيث يوجد لدينا ما لا يقل عن عشرة برامج خلال العام دون انقطاع بحيث نركز على توعية السجين أولاً.. ونكثف البرامج الدينية والرياضية ودورات الحاسب.. دورات اللغة الإنجليزية على مدار العام.. المعاهد المهنية لديها برامج على مدى ثلاثة شهور و6 شهور وعلى مدار العام بحيث عندنا يخرج السجين نجده يحمل معه مؤهلا ليبحث له على وظيفة.

* على ماذا تركزون في هذه الدورات؟

- نركز على السباكة والكهرباء، الحاسب الآلي اللغة الإنجليزية، خياطة، ميكانيكا سيارات ونحن نجد فيهم الرغبة لإشغال أوقاتهم وبناء مستقبلهم ولكن ينقصه الدعم الخارجي وهذه لها اهتمام من قبل المديرية العامة للسجون بالإضافة إلى الألعاب الرياضية تجدنا نحرص عليها من بعد صلاة العصر حتى المغرب طائرة، كرة قدم، ألعاب تنس داخل ساحات السجن، وهذه الأنشطة هي من صالح السجين وشيء صحي للسجين.

* الخلوة الخارجية للسجين؟

- هناك اهتمام بالسجين فهناك الخلوة الخارجية للسجين والدولة أعزها الله تنظر للأسرة بعناية فمثلاً خلال السنة الأولى تنظم زيارات لأسر السجناء داخل السجن للقاء أقاربهم بحيث يحق للسجين أن يلتقي مع زوجته من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً داخل الإصلاحية.

بعد قضاء سنة إجازة 48 ساعة شهرياً

بعد قضاء سنة وسلوكه حسن من خلال المتابعة يحق له أن يخرج لأسرته 48 ساعة شهرياً لتكن حافزا لمن هم ملتحقين بالبرامج التي تنفذ داخل الإصلاحية بعد 48 ساعة يعود للسجن بحيث يحضر الخصم كفيلا عليه بالعودة إلى السجن وقد وجدت ارتياح من السجناء ومن أسرهم وحتى نربط السجين بأسرته وهذه تتم بدون حراسة أو متابعة.. وهذه تطبق حتى من عليهم محكوميات كبيرة،، المهم أن يتجاوز السنة الأولى بدون مشاكل وسلوكه ممتاز ومواظب على التعليم والتدريب ودون أن يكون عليه حقوق مالية لأحد أما الذين ليسوا ملتحقين بالبرامج وعليهم محكومية وسلوكهم طيب يعطون 24 ساعة للتواصل مع أسرته.

* كيف تجدون علاقة الأسرة بالسجين؟.

لا أخفيك بأن هناك أسراً عندما يدخل أقاربهم إلى السجن فإنه يكون هناك انقطاع عن هذا السجين من قبل أسرته ولا يعطونه بال وربما ينسونه نهائيا.. وهذا شيء مؤسف الخطأ وارد من أي شخص وهناك أسر بالعكس يحرصون على أبنائهم وتجدهم متواصلين في الزيارة ولها طابع نفسي على السجين.. وتجد السجين من خلال هذا التواصل بارا بوالديه وأسرته ونحن نعمل على تذليل هذه الفجوة بين السجين وأسرته من خلال النصح والإرشاد.

نعم تتغيّر سلوكياتهم جذرياً

* من خلال معايشتكم للنزلاء.. هل تجدون أن هناك أشخاصا نادمين على ما ارتكبوه من خطأ في حق أنفسهم والمجتمع؟

- فيه نزلاء عليهم أكثر من 15 سابقة ولكن عندما يلتحق في برامج يتغير سلوكه نهائيا وجذريا في أخلاقه.. وعندما نشاهد ونلاحظ هذا السجين تستغرب السلوك الذي ارتكبه من هنا فالبرامج والتوعية والإرشاد مهمة للسجين.

قضايا المخدرات والسرقة

* ما هي القضايا التي لا زالت تشكل لكم هاجسا ونسبة عالية بين السجناء؟

- أهم القضايا هي قضايا المخدرات والتي تشكل نسبة عالية بين السجناء وهم من فئة الشباب من خلال استعمال المخدرات والترويج وهم فئة عمرية من 18 سنة إلى 25 سنة.. ويأتي بعدها قضايا السرقات وتأتي بأعداد كبيرة.

* هل يتم معالجة أصحابها داخل السجن؟

- بالطبع هناك اهتمام وتركيز على معالجة هؤلاء الشباب من خلال مراكز الرعاية الصحية داخل الإصلاحية ومستشفيات الأمل وهناك جلسات من خلال أخصائيين نفسيين وشبه يومي من خلال التواصل مع النزيل.. وأغلب النزلاء وتعمل لهم تحاليل دورية للتأكد من خلوهم من هذه السموم.

* هل يحدث اختراق لدخول المخدرات إلى السجن؟

- حالات فردية ولكن يتم اكتشافها وإحباطها من خلال الزيارات.. والدولة حريصة على هذا النزيل وهناك عمالة يتم تفتيشها بدقة ولابد أن يكون هناك فجوات ولكن حالات لا تذكر.

* مشروع خروج السجين للعمل في القطاع الخاص هل لا زال المشروع قائما؟

- لا يوجد حالات تخرج للعمل في القطاع الخاص لأن العروض المقدمة من قبل الشركات غير مغرية للسجين ولكن إذا أقيمت مصانع داخل الإصلاحية فسوف يكون هناك إقبال، عندنا نزلاء يعملون في المغاسل والبقالات ومستلزمات السجناء وهي تجربة ناجحة وعندما تنتهي الإصلاحيات الجديدة سيكون هناك مصانع كبيرة ويكون هناك فرصة للنزلاء للعمل في هذه المصانع.

* كيف يتم تصنيف السجناء في العنابر نسمع بأن هناك خلطا عشوائيا؟

- هذا الكلام غير صحيح لأن أنظمة السجن لا تسمح بخلط أصحاب القضايا هناك عنابر مخصصة لأصحاب الحقوق وعنابر لأصحاب المخدرات والسرقات والقتل والأخلاقيات رغم التكدس الحاصل في السجون.

* كيف تعاملون النزيل خلال اليوم والليل؟

- النزيل لديه برنامج يومي الساعة 8 صباحاً يتم إيقاظ النزلاء من الساعة 8 حتى 12 ظهراً عندهم برنامج تشميس هو وأغراضه للتهوية هناك أصحاب الدورات يذهبون لدوراتهم، البعض له مواعيد في المستشفيات بمعنى الساعة 8 صباحاً لا تجد أحدا في العنابر بعد الظهر فترة راحة وغداء بعد صلاة العصر زيارة عامة مفتوحة والذي ما عنده زيارة أنشطة رياضية، بعد صلاة العشاء فترة ساعتين محاضرات لكل السجناء من خلال شبكة تلفزيونية مفتوحة لكل العنابر بعدها يتم النوم الجماعي الإلزامي.

* وسائل الإعلام هل تتاح للنزلاء مثل الصحف والتلفزيون؟

- نعم هناك قنوات موجودة لديهم مثل القنوات السعودية والمجد وغيرها من القنوات الثقافية والتوعوية الصحف يتم توفيرها في المكتبة بإمكان أي نزيل شراء الصحف.. ليس هناك إشكالية وهناك مكتبة متاحة للنزلاء.. والجامعيين يحق لهم الحصول على الكتب والمراجع الجامعية.

* التعليم العالي هل هناك نزلاء ملتحقون بالجامعات؟

- نعم لدينا ما يقارب من 100 نزيل يدرسون بالجامعات وهناك تعاون مع هذه الجامعات لمن يرغب إكمال دراسته من خلال الانتساب والدولة أعفتهم من الرسوم.. والسجون وفرت أجهزة الكمبيوتر داخل قاعات مخصصة عندنا مدارس ثانوية ومتوسط وابتدائي داخل السجن وملتحق بها ما لا يقل عن 400 نزيل.

* كم تشكل نسبة السجناء الأجانب للسعوديين؟

- الأغلب للسعوديين والأجانب يشكلون حوالي 40 % من إجمالي السجناء.

* ما صحة بأن هناك سجناء منسيين؟

- هذا كلام غير صحيح.. لأنه لا يمكن دخول أي سجين سواء مواطن أو أجنبي قبل دخوله عنبر النزلاء تدخل معلوماته وقضيته في الحاسب ولا نقبل أي موقوف إلا أن يأتي وهو محكوم ومعروف مدة حكمه وخروجه.. وهناك قسم خاص لمتابعة السجناء ولا يحق لنا تأخيره ساعة واحدة عن موعد خروجه.

التأخير في بعض حالات الأجانب تجد ما عنده جواز ورحلات الحجز وتجد بعضهم ما يساعدنا في عملية ترحيله ولكن هذه حالات نادرة ونعالجها مع سفارات بلدانهم.

* هل من ضمن الاشتراطات بانتهاء المحكومية أن يحضر الشخص كفيلا لاستلامه؟

- أغلب القضايا يطلق سراحه بانتهاء محكوميته دون إحضار كفيل.. هناك قضايا فيها أحكام سجن مدة معينة ولكن يبقى الحق الخاص فيطلب منه كفالة للحق الخاص.

* القضايا الحقوقية هل تجدون تعاونا من قبل أهل الخير للسداد عنهم خاصة المبالغ البسيطة؟

- نعم هناك من أهل الخير من يقومون بالسداد عنهم من خلال حساب خاص في الإدارة العامة للسجون ويطلبون بيانا بأسماء الموقوفين للسداد عنهم.

* كم أعلى مبلغ على شخص مطلوب في قضايا حقوقية وموقوف في السجن؟

- هناك أشخاص موقوفون عليهم ديون حقوقية بعضهم عليه 400 مليون وقد تصل بعض القضايا إلى مليار ريال خاصة قضايا المساهمات والعقار.

* كلمة أخيرة؟

- ليس هناك من أحد ما يخطئ في هذه الحياة نتمنى أن تتواصل الأسر مع ذويهم وزيارتهم ومتابعة أحوالهم.. لأنه بإهمالهم له سوف يصاب بانتكاسه له على أسرته ومجتمعه.