|
من يرافق أمير جازان في جولاته التفقدية يدرك تماماً أن هذا الرجل يملك فكراً تطويرياً مختلفاً مبنياً على الاطلاع الدقيق لصغائر الأمور. وهنا لن أسرد الكلام مديحاً في الأمير محمد بن ناصر، وإن كان يستحق ذلك؛ لعلمي ويقيني أن هذا الرجل لا ينتظر المديح، ولكن ما أود الإشارة إليه في هذا المقام عن سموه أتمنى أن يكون مثالاً حياً لأي مسؤول، كبيراً كان أو صغيراً؛ للاستفادة من الحرفية العملية الممتدة من السلك العسكري إلى أقاصي المدنية.
آخر جولة تفقدية قام بها الأمير محمد مؤخراً كانت في المدينة الجامعية لجامعة جازان، ولك أن تتصور عزيزي القارئ حجم وضخامة هذا المنجز العظيم الذي يعيش هذه الأيام مرحلته الثانية التي وضع حجر أساسها مؤخراً خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بقيمة تصل إلى 7 ملايين ريال بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.
خلال الجولة التفقدية لم يكن أمير جازان مستمعاً فقط بل لا تكاد تمر معلومة من هنا أو هناك تخص المشاريع إلا ويسأل عنها مدير الجامعة، الذي كان بالفعل ناجحاً بكل المقاييس لإدارته مرحلة الإنجاز بكل حرفية، بشهادة جميع الحضور من مجلسَيْ الشورى والمنطقة والمشايخ والأعيان.
أعود وأقول لا بد أن يقتدي الكثير من المسؤولين في المنطقة بأميرها المحبوب، وحرصه الدائم على السؤال عن كل صغيرة وكبيرة، فلو اتبع الجميع القاعدة العملية نفسها لما وجدنا الكثير من المشاريع تئن بانتظار مَنْ يمسك بمكان الوجع حتى يفكر بالعلاج الناجع.
التصوُّر العلمي الصحيح المبني على الخطط الاستراتيجية يُعد مرحلة تأسيسية مهمة لقيام أي مشروع، لكن المتابعة والسؤال - من وجهة نظري - يُعدَّان مرحلة أكثر أهمية من غيرها للنيل من تخاذل أي مقاول يحجم عن إكمال مشروعه المنعكس على تنمية البلد، وللأسف هذا هو الجرح الذي يحرص على تنظيفه أمير منطقة جازان بحرص شديد في سبيل إيجاد العلاج قبل أن يتفاقم الأمر، ويصل إلى الكي بحسب قوله.
مرة أخرى أعود للمدينة الجامعية، وجولة الأمير، وأسأل: هل ستصل المباني الشامخة والبرج الكبير الذي يتوسطها إلى هذا الحد من الإنجاز ما لم يكن هناك حرص ومتابعة من مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع؟ بالطبع لا؛ فاكتمال المراحل في الصرح الكبير بحلته الجميلة، الذي يُعَدّ تحفة معمارية، بالتأكيد لم يأتِ من فراغ؛ وبالتالي قريباً سيجني أبناء المنطقة ثماره، ويتحقق الوعد الذي قطعه خادم الحرمين الشريفين على نفسه بتقديم كل ما بوسعه لتطوير منطقة جازان وخدمة أبنائها.
أخيراً، هنيئاً لجازان بجامعتها التي تحقق الإنجازات المتتالية يوماً بعد يوم من خلال طلابها الأوفياء، الذين احتفلوا مؤخراً بشفاء خادم الحرمين الشريفين على طريقتهم الخاصة، بمشاركة أمير المنطقة، في حفل تبنوا جميع فقراته؛ فأبدعوا بالتغني بثرى هذا الوطن وبكل شبر فيه من أقصاه إلى أدناه، بل بكل ثغر تبسم حين رأى ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى وبأتم صحة وعافية؛ فلهم كل الشكر والامتنان، وحفظ الله مليكنا من كل سوء.
- مدير مكتب جازان
a.hakamy@al-jazirah.com.sa