عندما نفتح صحف الصباح..
وعندما نتابع أخبار القنوات الفضائية..
بل وأكثر من ذلك عندما نستلم رسائل نصية تنقل أخبار العالم، ستكون أخبار المنطقة العربية والإسلامية هي لمحور، أحداث مشتعلة ملتهبة، محورها الموت.
فهنا قتل كذا، وهناك قتل عدد كذا، وفي مكان آخر بلغ عدد الموتى كذا.... ونمضي على هذا المنوال حيث لا نجد إلا في النادر وقوع أحداث دامية في مناطق أخرى من العالم، وأقرب منطقة إلينا تعاني من الأمر نفسه هي إفريقيا.
السؤال: هو لماذا هذا الاضطراب وعدم الاستقرار؟.. ولماذا هذا القتل اليومي؟.. ومن المستفيد؟.. ومن المحفز؟..
إن منطق التاريخ يؤكد أن منطقتنا ذات بعد إستراتيجي مهم على مستوى العالم لوقعها في منتصف الطريق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ثم زادت أهميتها وفرة الثروات الطبيعية، ولعل الأهم والأهم أنها المستودع الأكبر للمسلمين الذين يشكلون الغالبية العظمى فيها، ومهما قلنا تظل هناك فجوة واضحة بين الإسلام وقوى معادية له، لا تهدأ حتى وإن سكن هو ونحا نحو السلم.
أن أخطر مشهد نراه اليوم في منطقتنا العربية الإسلامية، هذه الاضطرابات المتلاحقة، فقد فرحنا باندحار الأنظمة القمعية المستغلة لشعوبها وتعاطفنا معها، وانتظرنا أن تتحول الأمور فيها نحو الأحسن، وأن تشهد استقراراً مرده العدل الذي كان مفقوداً، والحرية التي كانت مقموعة، ولكن ما نراه الآن يدفع إلى شيء من الخوف والوجل.. فهل هي ثورات معاكسة؟.. أم هي إلهاء للشعوب التي تخلصت من أنظمتها الفاسدة، حتى يعود الفساد مرة أخرى..؟.
لم يعد التلفاز بأخباره المحبطة مشجعاً على الرؤية والملاحقة...
ولم تعد الصحف بعناوينها العريضة مغرية بالمطالعة والتأمل...
إن تلاحق الأوضاع وتقلباتها السريعة لم يعد يعط فرصة للتحليل أو التفكير في النتائج، ولم نعد نعرف اليوم ما سيحدث غداً في ظل هذه التواترات المتوالية.