ثقتك بنفسك طريقك للنجاح..
دائماً تصافحنا هذه العبارة وهي حقيقة واقعة، هذه الثقة لا تأتي عفواً ولا تُخلَقُ من العدم، لكن لا بد لها من ماض صادق عميق وحاضر متألق تمهيداً لمستقبل متفائل.
حين نتحدث عن سمات مجتمعنا عرباً ومسلمين نستعيد بمنتهى الفخر أن بيننا عامل الحب والترابط الأسري، وأن لدينا علاقات متينة ما بين الوالدين والأبناء والإخوة، ثم تمتد هذه المحبة والتآلف إلى كافة الأسرة الصغيرة ومن ثم الكبيرة، بما يُسمى صلة الرحم، وهذه ظاهرة طيّبة ولا شك، ورغم أن هذا الحب والترابط الأسري في عصرنا الحاضر لم يعد كالسابق نظراً للتطور التكنولوجي ولتعدد وسائل التواصل بين الناس إلا أنه لا يزال موجوداً بنسب متفاوتة، وقد نتج عن هذا الحب والترابط أمور جانبية سلبية فالكثير منا لا يحسن توجيه تلك المشاعر ولا إلى أي مدى يستخدمها، والمشكلة أن الأخلاق والسلوك يتم توارثها جيلاً بعد آخر.
على سبيل المثال سمعت هذه الحكاية: إحدى النساء توفي زوجها ولديها 3 بنات وولد، المرأة تتمتع بشخصية قوية، كانت هي من يدير شؤون المنزل نيابة عن الأب، الأب مستغرق في عمله لكنه يعتمد عليها في إنجاز الكثير من المهام بما فيها تربية الأولاد. وأيضاً لا يستغني أحياناً عن طلب مشورتها فيما يختص بعمله. الذي حدث بعد وفاة الأب أنها لشدة حرصها وخوفها على الابن أفرطت في دلاله وفي الاقتراب الشديد منه حتى أصبحت تخدمه في كافة أموره صغيرها وكبيرها، أما البنات فلأنهن يرين والدتهن على هذه الصورة وبحكم قربهن منها فقد اكتسبن الكثير من صفاتها بالاعتماد على أنفسهن، بل أصبحت تدفعهن إلى خدمة أخيهن الشاب بطريقة مزعجة، النتيجة أن الشاب أصبح يعتمد على أمه في الكثير من شؤونه كأنما هو طفل كبير، إلى درجة أنه أصبح من الطبيعي جداً أن تختار له جهاز الجوال الخاص به، رغم أنه في المرحلة الجامعية، مثل ذلك الشاب كيف سينشأ رجلاً؟ وكيف سيصبح مسؤولاً عن أسرة وعن أطفال وهو ذاته لم يغادر الطفولة في عيني أمه؟! لا يزال “حبيب ماما”..! أما الأم فتعتقد أنها من خلال هذا الأسلوب تساعده وتخفف الحمل عنه لكي يتفرغ لدروسه ومذاكرته، هناك الكثير من الحالات المشابهة لهذا الأسلوب التربوي للشباب، وربما تكون أساليب أخرى أكثر سوءاً، حيث يفقد الشاب جراءها ثقته بنفسه ويصبح ضعيفاً اتكالياً دائماً ينتظر إنساناً داعماً، مسانداً، قلما يستطيع شاب نشأ على مثل هذه الأساليب التربوية أن يتحوّل إلى إنسان مسؤول واعٍ، حين نعلم أن هذه هي الخلفية التربوية للأسف للكثير من أبنائنا الذكور، عندها فقط لا ينبغي لنا أن نتلفت يمنة ويسرة مرددين “أين الرجال”؟!