استكمالاً للحديث عن قصة تمزيق لوحة الطالبة هند من قِبل عميد كلية العلوم والآداب ببلجرشي، والتي عرضتها أمس، هناك قصة أخرى، حدثت في كلية طب الخرج، ظنّ فيها الطلبةُ الجدد أن العمل مع الممرضات يعني رفع الكلفة معهن وتصويرهن أثناء العمل. وإذا كانت القصة الأولى قد علّمت العميد كيف يتعامل مستقبلاً مع مواقف كهذه، فإن القصة الثانية تسببت في إصدار مرسوم جديد يمنع الأستاذة الجامعية من إلقاء محاضرات على الطلاب. وكان من المفروض أن يتم إيضاح المفاهيم الصحيحة للطلبة، وكيف يجب أن يتعايشوا مع هذا المناخ الجديد عليهم، وكيف يحترمونه ويحترمون أنفسهم. وهكذا، سوف لن نؤثّر على مسيرتهم التعليمية، والتي ستنتهي على كل حال، بأن يعمل هؤلاء الأطباء مع أولئك الممرضات في عيادة واحدة.
لن نأتي بجديد، حين نقول بأن المناخ الجامعي مناخ صعب وغاية في الصعوبة. ومهما كانت حكمة من يتعامل مع الطلبة والطالبات في الأوساط الجامعية، فإنه سيكون أمامهم متسلطاً ورجعياً وغير متوافق مع العقليات المنفتحة. لذلك، فإن التعاطي اليومي معهم أو القرارات التي تصدر بشأن تسيير شؤونهم الأكاديمية أو الإدارية، يجب أن تكون مدروسة وفق هذه الرؤية الجديدة لهم. وكمثال على ما أقول، فإن الأستاذ الجامعي مهما علت منزلته العلمية، سيسقط من عين الطالب الجامعي، حين يقدّم له أسئلة الامتحان مكتوبة بخط اليد.