حائل - فرحان الجارالله:

بإصرار وعزيمة وهمة عالية يتجاوز مهاجم منتخبنا الوطني وهداف فريق الطائي البارز حمد الجهيم كل المثبطات والعقبات التي تواجهه منذ ثلاثة سنوات بسبب ظروف عمله الصعبة جدا واستطاع أن يواصل تألقه مع فريقه وحافظ على مستوياته الفنية الممتازة و قدراته التهديفية اللافتة حتى أصبح مثالاً رائعاً في الإخلاص والتفاني والإصرار لتطوير نفسه وقدراته أكثر وأكثر حتى تشرف بارتداء شعار المنتخب السعودي والذي يستعد حالياً للمشاركة في بطولة غرب آسيا لكرة القدم.. ورغم المعاناة التي يعيشها لثلاث سنوات الا أن ذلك لم يؤثر في عزيمته لبذل المزيد من الجهد والعطاء حتى اختير مرتين للمنتخب.

(الجزيرة) تقدم تفاصيل العقبات العملية التي يواجهها (الجهيم) من خلال عمله كفني مختبر بإحدى المراكز الصحية بمدينة عرعر حوالي 600 كلم عن حائل, حيث يتردد يومين بالأسبوع من وإلى حائل أي حوالي 1200 كلم باليوم وهذا الأمر سبب له معاناة نفسية وبدنية كبيرة جدا بالإضافة الى استنفاذه لرصيد إجازاته كاملة (العادية والاضطرارية) حتى أصبح مستقبله الوظيفي مهددًا في حال التغيب لأي ظرف كان , بل أن الأمر وصل لتعرضه لحادث مروري خطير وهو في طريق عودته لحائل خلال شهر رجب الماضي وأنقذته العناية الالهيه ولله الحمد الا أن ذلك لم يثنه عن هوايته وعشقه «كرة القدم».

يقول الجهيم في تصريح مؤثر جدًا للجزيرة: بغض النظر عن مستقبلي الوظيفي أو الكروي المهم إلا أن هناك أمرًا آخرًا لا يستشعره إلا من يعيش حالتي, فأقسم لك أن والدتي لا تنام إلا بعد أن أخبرها بوصولي لمدينة عرعر وتطمئن علي.. وذات الأمر يحدث لدى عودتي لحائل لا ترتاح والدتي أبدا حتى أصل .. تخيل ..! وهذا الأمر يسبب لي معاناة كبيرة جدا خاصة وأنني أعود للانضمام لتمارين الفريق ولعب المباريات والدخول في المعسكرات والسفر..! حقيقة أن الأمر أثر على والدي ووالدتي وأسرتي ولكن الحمد لله على كل حال..

و رغم المحاولات المتعددة لنقل عمله إلى مدينة حائل أو بالقرب منها إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل للأسف ..! وإن استمر الوضع هكذا فمن المؤكد أن الكرة السعودية ستفقد نجم شاب ينتظره مستقبل كبير بحول الله ما لم يتم التحرك لإيجاد حل مناسب لإنهاء هذه الإشكالية التي تهدد مستقبل أحد لاعبي منتخبنا الوطني..!

كما أن هذه الحالة تفتح الباب واسعاً أمام عدة أسئلة مهمة:

• أين دور الاتحاد السعودي لكرة القدم في مثل هذه الأمور المهمة جدًا..؟!

• أين دور إدارة المنتخبات في التحرك بحثاً عن حلول مناسبة..؟!

• بل أين التعاون المفترض أن يكون موجوداً بين القطاعات الحكومية (الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الصحة مثلا) للوصول الى صيغة تفاهم مناسبة لمعالجة مثل هذه الأمور التي تهم مصلحة المنتخبات والأندية الوطنية..؟!

وفي حالة اللاعب حمد الجهيم تحديداً يبدو أن تحركًا من معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة سيكون منتظراً ومستنداً على مواقف وطنية وإنسانية رائعة يسجلها هذا الوزير خاصة إذا ما علمنا أن مجلس الوزراء قد اهتم بالجانب الرياضي ومنح صلاحيات واضحة لحصول الرياضيين على إجازات خاصة خلال المهمات الرياضية الداخلية والخارجية بالإضافة إلى أن الموظف واللاعب حمد الجهيم لم يألوا جهداً للإيفاء بمتطلبات عمله لأكثر من ثلاث سنوات رغم ظروفه الصعبة سواءً على مستوى أسرته أو ناديه وطموحه الكبير لخدمة الوطن من خلال المنتخب..