يصاب المرء هنا بمرض عضوي (واضح) فيهرع أهله وذووه إلى الدجالين والمشعوذين و(العشابين) قبل أن يستكمل العلاج ليبيعوهم الوهم والدجل والشعوذة والعشب المطحون بنفس العقاقير التي يقدمها له الطبيب (المختص) أثناء العلاج، هذا إن لم يكن السحر هو الشك الأول لدى أية أعراض مرضية تصيب المرء وقبل أن يعرض على الطبيب ويقوم بتشخيصه والتوصل إلى المرض الحقيقي، صحيح أن الغريق يتمسك بقشة كما يقال ولكن لمَ القشة والزورق قريب منه؟! ولمَ يستعجل الأهل على تقديم القشة قبل أن يصل الزورق ونحن أي الأهل حينما نفعل ذلك فلأننا نؤمن بالخرافة أحياناً قبل الحقيقة، فمثلاً السحر علاجه القرآن الكريم والقرآن حقيقة ربانية واضحة فلمَ البحث عمن يقرأ لنا القرآن ونحن شعب مسلم حفظناه والحمد لله منذ نعومة أظفارنا كذلك نعلم أن المرض علاجه عند الشافي أولاً وهو رب العالمين ومن ثم بفضل تقدم العلم عند الطبيب المختص الذي استوردنا له أحدث الأجهزة وأقمنا له أفخر المستشفيات فلم اللجوء إلى المشعوذين والدجالين والعشابين وسائر النصابين؟! أما قلت لكم إننا أحياناً نؤمن بالخرافة أو نثق بها أكثر من الحقيقة أقول لكم مسألة أخرى بالأمس أقدمت إحدى الفضائيات التافهة على ابتزاز هذه الخصيصة فينا أي شراء الوهم، فطلبت من المشاهدين أن يكتبوا لها اسم من يحبون أي الزوجة تكتب اسمها واسم زوجها وبالعكس وكذلك الحبيب يكتب اسم حبيبته ولك أن تتصور ذلك الكم الهائل من (المسجات) التي انهالت على تلك المحطة لتعرف نسبة التوافق بين الاسمين وذلك عبر وهم تحليل الأسماء (؟!) لتظهر النتيجة هكذا (أحمد + موضي = 80%) ولك أن تتصور كم ينجم عن هذه الحماقة من مشكلات؟- أما قلت لكم إننا نحب الوهم.