الجزيرة - الرياض:

أكد مختص في صناعة التمويل الإسلامي العالمية، أن القطاع شهد على مدى العقد الماضي نموا هائلا، حيث يُقدر حجم أصولها حاليا بأكثر من تريليون دولار. وقال المدير التنفيذي للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية ديفيد ماكلين، أن السنوات الأخيرة شهدت اكتساب البعد الدولي لصناعة التمويل الإسلامي أهمية كبيرة إذ تواصل هذه الصناعة إثبات قدرتها التنافسية ووضع مقاييس جديدة لهذه الصناعة المنفتحة على العالم على نحو متزايد، موضحا ان التقديرات الأخيرة تشير إلى أن الأصول العالمية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية تتراوح الآن بين 1.1 و1.3 تريليون دولار. وأضاف «مما لا شك فيه أن القطاع المصرفي الإسلامي يتبوأ مكانة متميزة ويلعب دورا حيويا في تسهيل التدفقات المالية عبر الحدود وخاصة بين الاقتصادات الناشئة، والتي تصب بدورها في صالح زيادة المشاركة العالمية في الأسواق المالية الإسلامية، وحيث إن التمويل الإسلامي أصبح عنصراً متزايد الأهمية في النظام المالي العالمي، فإنه من الضروري أيضاً أن تتكيف هذه الصناعة مع هذه المتغيرات الجديدة للتمويل العالمي من أجل تحقيق النمو المستدام» ومن المزمع أن يجتمع كبار صناع القراروقادة الفكر والمنظمين الرئيسيين في صناعة الخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي العالمية في المؤتمر العالمي السنوي التاسع عشر للمصارف الإسلامية 2012، والذي من المقرر أن ينطلق اليوم (الاحد) في مملكة البحرين بينما يتم تدشينه رسمياً غدا (الاثنين)، حيث سيعقد هذا الحدث الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، تحت شعار «التمويل الإسلامي: التكيف مع الديناميكيات الجديدة للتمويل العالمي»، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء مملكة البحرين، وبدعم من مصرف البحرين المركزي. وعلى الصعيد ذاته، أوضح المدير التنفيذي للرقابة المصرفية في مصرف البحرين المركزي خالد حمد، أن القطاع المصرفي مقبل على تغيرات رقابية ودولية كثيرة وأن على القائمين على إدارة المصارف التكيف مع هذه الحقائق الجديدة، حيث سوف يكون المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية خير وسيلة لتدارس هذه الحقائق وتسليط الضوء على المعوقات، معربا عن أمله في أن تلعب المناقشات التي سيشملها هذا المؤتمر بين قادة الصناعة دوراً رئيساً في زيادة تعزيز هذه الصناعة.» من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري عبد الكريم أبو النصر «تواصل صناعة النمو اإسلامي نجاحها في مسار تحقيق النمو المرتفع، وهي على أهبة الاستعداد الآن لخوض المرحلة المقبلة من التوسع العالمي، وباعتبارها نموذجاً فريداً من نماذج الوساطة المالية، تشتمل صناعة التمويل الإسلامي على عدة عناصر توجه عملية تعبئة وتخصيص الأموال لتوليد النشاط الاقتصادي الإنتاجي والتنمية الشاملة، لتصبح بذلك وسيلة هامة لجمع الأموال وأنشطة الاستثمار على الصعيد العالمي، هذا فضلاً عن توليد التدفقات النقدية الكبيرة من جميع أنحاء العالم. وانطلاقاً من سعي صناعة التمويل الإسلامي لخدمة المجتمع العالمي والتحول إلى ركيزة أساسية من ركائز النظام المالي العالمي، فستكون هذه الصناعة بحاجة إلى مواكبة أفضل الديناميكيات الجديدة ولاسيما بعد الأزمة المالية العالمية.»

وأضاف «لطالما سعى البنك الأهلي التجاري إلى دعم المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية لسنوات عديدة، ونحن ننظر إلى هذا الحدث باعتباره أحد المنابر العالمية الهامة التي تلعب بلا شك دوراً رئيساً في تسهيل الحوار بين قادة الصناعة في العالم من أجل تشكيل مستقبل هذه الصناعة. ونحن سعداء مرة أخرى للدخول في شراكة مع المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2012 ونتطلع إلى المناقشات الهامة التي سيشهدها المؤتمر خلال هذا العام.» وكجزءٍ من مبادرة «العالم يأتي إلى المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية»، من المقرر أن تجتمع لجنة من أبرز الخبراء الدوليين ضمن فعاليات مائدة القوى لمناقشة كيف يمكن للمصارف الإسلامية البارزة استكشاف الفرص العالمية في الأسواق المتطورة مرتفعة النمو الأكثر ديناميكية لصناعة لتمويل الإسلامي، كما ستلقي مائدة القوى إلى جانب الأجنحة الوطنية بالمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية الضوء على الفرص المثيرة في مناطق رئيسة تشمل البحرين، وقطر، ولوكسمبورغ، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وبرمودا، وموريشيوس. وسيضم المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2012 ما يقرب من 94 من المتحدثين العالميين الرائدين، و60 من الشركاء والعارضين الرواد في السوق لعرض أحدث ابتكاراتهم في المعرض العالمي للمصارف الإسلامية الذي سيقام على هامش المؤتمر، حيث سيتم افتتاح المعرض رسمياً غدا (الاثنين )، بحضور أكثر من 1200 مندوباً من أكثر من 50 بلداً المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2012.