طيورنا تغرد بلا صوت وتهمس بهمهمات يصعب تفسيرها هم هكذا دائماً، لا يستطيعون التعايش في بيئة يندر من يفهمهم أو يعمل لذلك، لا نستطيع أن نفك رموز عالمهم، يملؤه الغموض، حوله هالة من الصمت، تزداد الأمور تعقيداً عيلهم في كل يوم يكبرون فيه، ما يحتاجونه ليس عنصراً واحداً يوفي لهم احتياجهم بل بيئة متكاملة توفر لهم سبل التكيف مع اضطرابهم، هم ليسوا كقرنائهم يفهموا صيغة الأمر والنهي والحب والكراهية، يتوتر، يبكي، لأنه لا يفهمك لا يعي تعبيرات وجهك وما هية انفعالاتك، شغوف بالروتين يكره التغيير، عالمه واسع لكنه يضيق بك، لا يستطيع أن يشاركه الآخرون فيه، لديه قصور في التكامل الحسي، يحمل عينين جميلتين لكن عينه لا تلتقي بك، يملك أغلبهم أعضاء نطق سليمة لكنك لا تسمع همسات صوته، أعراض اضطرابه ليست علامة تأخر عقلي بل هو اضطراب نمائي نحتاج لنفهمهم نحن لنساعدهم على التكيف، نحتاج لنفهمهم لندفع بعجلتهم للتعايش، وهذا لا يعني غياب قدراته، وقدرته على اكتساب المهارات، نستطيع ذلك ببيئة مهيأة (تعليمية- معلم متخصص- أدوات مقننة ومبسطة) اكتساب هذه المهارات تبدأ بتدريبات لمهارات حياتية لتنتهي بإبداعية، أصحاب هذا العالم هم أطفال التوحد Autism، لا بد أن نسعى لنشعل لهم مصباح الأمل لننير لهم الطريق فهناك بصيص تفاؤل.
- أخصائية نفسية