شريحة فوضوية تجوب شوارعنا، وربما رأيتها على سيارات فارهة، يتجاوزون السيارات من فوق الأرصفة، بلا حياء ولا أدب!! لا يرقبون في مواطن إلًّا ولا ذمة!! وإذا حطت بهم الرحال في ركام زحمة السيارات، في أحد الطرق الرئيسية، أو عند نقاط التفتيش (نعم عند نقاط التفتيش)!! فما على حضرتهم للتخلص من الزحام إلا أن يقفزوا فوق الرصيف جهارًا نهارًا، وعلى مرأى ومسمع من رجال المرور، ويسيروا على أكتاف الطرق، التي عادة تكون غير مسفلتة، وينطلقوا مسرعين، ويتعمدوا السرعة؛ ليتأكدوا من أن الحجارة والغبار تؤذي الآخرين، بينما المواطنون الذين احترموا أنفسهم، واحترموا أنظمة المرور، وراعوا قواعد السير {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، يبدون في أعينهم ضعفاء! علماً بأن هذه الحماقات لا تقع في القرى النائية والأطراف المهجورة، بل تحصل في أشهر المدن وأهم الطرق، تقع على سبيل المثال لا الحصر في العاصمة المحروسة الرياض في الدائري الشرقي بين مخرجي 10-11، وعند (جسر الفحص الدوري)، وعند نقاط التفتيش، تجدهم يتجاوزون عن اليمين وعن الشمال عزين، قاذفين الأتربة والغبار على إخوانهم المحترمين في باقي السيارات، فيكرمهم رجال التفتيش والمرور - جزاهم الله خير ما جزى شرطياً عن أمته - أقول يكرمونهم بأن يعطونهم الأولوية في التفتيش، ولا يحاسبونهم على تهورهم وفوضويتهم وحماقاتهم!! وليس للمواطن المحترم منهم إلا الجوع والعطش!! ليس له إلا إزعاجه بالتهور والغبار، أكرمكم الله.

فيا رجال المرور والدوريات، كلنا ثقة بأمانتكم، وقدراتكم؛ فأرونا من أنفسكم خيراً، خذوا على أيدي السفهاء، وأطروهم على الحق أطراً، وأوقفوا نزيف الفوضى، وشلالات التهور القيادي الذي أضحك علينا الأمم!! أما كيف ذلك؟ فأنتم أعلم بالدار وأهلها؛ فالأمر أمركم، والقول قولكم، والتدبير تدبيركم.. فلا تستثيروا حفيظة المحترمين، ولا تُشمتوا بنا الحاقدين والمتربصين..

أيها الإخوة رجال المرور، هذه أمثلة على ملاحظات لا تحتاج إلى مايكروسكوب ماجلان لاكتشافها، هذه تحتاج فقط إلى يقظة وغيرة وحمية رجال المرور، وهم كذلك إن شاء الله. فالرجاء الرجاء الرجاء (كررتها ثلاثاً) ألا يكون صاحب الفوضوية له الأولوية، بينما صاحب النظام فحقه أن يضام!!

- الرياض