تعليم الطفل آداب وسلوكيات تناول الطعام هي زاوية مهملة عند بعض الآباء ونتيجة لهذا الإهمال والخلل في التربية تصدر من الأطفال أخطاء فادحة أثناء الأكل، فلا تسمية.. وأكل وشرب بالشمال، وفوضى وعبث بالطعام لأن أحدهم لا يفرق بين الأكل وبين اللعب.
ومما يؤسف له عدم مبالاة بعض الآباء بتلك المشاهد حتى إنه ليسمح لطفله أن يتناول الطعام مع الكبار وهو على هذا الخلق! أو يفاجئ الطفل بالضرب والصراخ دون تأديب مسبق. ومنهم من يسلم الخادمة زمام التربية.. فتلتصق بالطفل عادات دخيلة على دينه ومجتمعه أو تتضاعف الأخطاء إن كانت غير مسلمة، وخلاصة تلك الحالة أن ترفضهم بطاقات الدعوة وتشتكي منهم المناسبات.
فإلى متى تلك المناظر ونحن قد تعلمنا أن توجيه الأطفال وتربيتهم على الآداب والأخلاق الحسنة كان حاضراً في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، اسمعوا لقول عمر بن أبي سلمة في البخاري يقول: كنت غلاماً في حُجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ياغلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك)، فما زالت تلك طعمتي بعد)، ففي الحديث كانت الملاحظة والتوجيه والتأديب بعبارات موجزة فلقيت قبولاً لدى الغلام وفيه أيضاً رسالة للأب وهي أن يكون حريصاً على النشء وتقويم سلوكهم وتأديبهم بالآداب الإسلامية وتنقية أخلاقهم من الشوائب. فهكذا يكون البيت المسلم يسير على منهج البيت النبوي، فعلى كل أب وأم أن يدركا الخطأ إن وجد عند أطفالكما فالطعام احترامه وله آداب جميل أن يتخلق بها صغار المسلمين.
- بريدة