أهدى الشاعر جاسم الصحيح ديوانه (ما وراء حنجرة المغني) الصادر عن الدار الوطنية الجديدة إلى أصدقاء المقهى الضالعين في رفقة الشاي وعشرة القهرة.. الموبوئين بالشعر والشبهات.. الشاعر الناقد محمد حسين الحرز وبقية اللصوص الجميلين الذين سرقوا الحياة بكامل زينتها وخبأوها في قصائدهم.
ويقول الشاعر جاسم الصحيح تحت عنوان خيمة من الهواجس على رابية الأربعين:
العمر كل العمر موسم هجرة
وأنا برغم الأربعين من التشرد
ما اتفقت مع الطريق!
فوضاي خارطتي
ولم أر صدفة كالحب
إن الحب يسقط في الحشا سهواً
كأن السهو منبتة العريق
كان الأذان بدايتي
إن المآذن في بلادي
هن أول من يفيق!
طفل صقيل القلب
تخطفني المساجد
من ربيع طفولتي
من رقصة الأرجوحة النشوى
من الشغف المبكر بابنة الجيران
تخطفني المساجد من علامات النبوغ
فأستجير ببذرة في الروح
لم تترك تململها ولم تركن إلى الوهم الأنيق
حتى إذا أعشبت في الأعماق
حاولت القصيدة
كي تدربني
على تقليم هذا العشب في روحي
وفي قصيدة أخرى يقول الشاعر:
كلما هطل الليل بالأصدقاء
وصافحتهم غيمة.. غيمة.. عند باب المساء
شددنا حبال الكلام على سطح أوجاعنا
ونشرنا معاً من غسيل الحكايات ما لا يجف.