«يا حظ البعارين».
ما هذا؟ أي عبارة هذه؟ غريبة أليس كذلك؟ لكن لا تحكم بسرعة واسمعني أولاً. هل تعلم أن الجمل يستطيع شرب 114 لتراً من الماء في 10 دقائق؟ يحق لنا أن نغبط النوق على هذا، فهذه قدرة فريدة وميزة رائعة، لأن هذه الكمية الضخمة من الماء لو شربها كائن آخر - خاصة في مثل هذا الوقت القصير - لأصيب بالتسمم المائي ولقَتَله هذا. هذه هي الميزة التي يُحسَد عليها البعير، أعاذنا الله من الحسد.
إن سبب غبطتي للجِمال في هذه الصفة هو أن الماء مادة مدهشة في خصائصها، وفصَّل الطبيب الأمريكي فريدون باتمنغليج في كتابه «جسمك يصرخ طالباً الماء» حقائق مذهلة عن أهمية الشرب المستمر اليومي للماء، فعلى سبيل المثال لم أعرف أن لقلة شرب الماء علاقة بألم أسفل الظهر! ولكن هذا ما أفاد به الطبيب، ذلك أن المفاصل بين فقرات الظهر والدسكات تعتمد على الماء لتخفيف الاحتكاك، ويقول إنه عند الشعور بألم الظهر السفلي فيلزم شرب الماء مع تمارين خاصة وتجنب الجلسات المرهقة للظهر. وليس الظهر فقط بل الرقبة لها نصيب من الخصائص العلاجية التي وضعها الخالق الخبير سبحانه في الماء، ذلك أن ألم الرقبة يمكن أن ينتج من الجلسة السيئة والطويلة، ويمكن تخفيف الألم بإرجاع الماء إلى الدسكات التي تركها الماء، وذلك بإرجاع الرأس والرقبة للخلف أقصى قدر مستطاع ببطء والمكوث هكذا لمدة 30 ثانية. أيضاً يقترح فريدون الاستلقاء على طرف السرير وإنزال الرقبة بحيث ترى الأرض، ثم ارفع رأسك لترى الجدار الذي عنده قدماك، فهذا سيخفف الضغط على الدسكات. وبعد الرقبة نصعد قليلاً للرأس وتحديداً مع مشكلة الصداع النصفي والذي يعاني منه الكثير من الناس، والصداع النصفي له أسباب متعددة منها الألحفة الكثيرة التي تعيق الجسم عن تنظيم حرارته، وكذلك أطعمة أو حساسيات تزيد إفراز مادة الهستامين في الجسم، ومنها - وهو بيت القصيد - الحرارة الزائدة بدون شرب الماء، فيكون لشرب الماء دور في تجنُّب أو تخفيف هذا الألم.
أما الهستامين فهي مادة في الجسم تتبع الجهاز المناعي تقوم بزيادة قابلية خلايا الدم البيضاء على التغلغل في الأوعية الدموية لتكافح الأجسام المُمْرِضة مثل الفيروسات، والهستامين هي التي تثير الالتهابات في الجسم إذا دخلته تلك الأجسام الضارة، والالتهاب من طرق الجسم في التعامل مع البكتيريا وغيرها إذا تسللت لجسم الإنسان. لكن المشكلة تكمن إذا زاد إفراز الهستامين عن حده الطبيعي، فيكون سبباً للحساسية ومشكلات أخرى، وهنا يأتي دور الماء إذا شُرِب باستمرار، فهو يحسِّن أو يشفي من الربو والحساسية حسب كلام المؤلف، وهما أمران يسببهما زيادة إفراز الهستامين والذي يفرَز كثيراً عند نقص الماء، وهذا عرفناه من تجارب أظهرت أن الهستامين ينقص عند شرب الماء. تبدأ هذه النتائج بعد 3-4 أسابيع من شرب الماء الوافر يومياً، ومن يستمر فيمكن أن يشفي هذا أيضاً من الحساسية تجاه القطط لمن تثير القطط لديهم أعراض الحساسية!
أوصيكم ونفسي بشرب الماء يومياً باستمرار، وقانا الله ضرر ترك هذه المادة عظيمة المنافع.