أفرز التصويت على دولة فلسطين خريطة جديدة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية، وهي بمثابة استفتاء على إسرائيل كدولة وعلى سلوكياتها حيث لم يعارض القرار سوى (9) دول أبرزها الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا والتشيك ودول مجهولة أو غير مؤثرة في الصراع مثل: جزر مارشال وميكرونيزيا ونورو وبالا وبنما. وحتى الدول التي امتنعت عن التصويت (41) دولة أبرزها: بريطانيا، ألمانيا, واستراليا، وهولندا، وكوريا ودول هامشية بالنسبة للمصالح العربية وجزر صغيرة على شواطئ المحيطات. أما من صوت فهي دول العالم المؤثرة وصلت إلى (138) دولة أبرزها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا والسويد وايرلندا واليابان بالإضافة إلى الصين وروسيا ونيوزيلندا والهند ودول إفريقيا وآسيا والعديد من دول العالم (193) دولة. وفي الحسابات الاقتصادية والمصالح فإن من صوت لصالح فلسطين في أوروبا هي الدول التي تشكل القوس الحضاري والاقتصادي والسياسي للعالم العربي، شريط جنوب أوروبا أو الدول المواجهة لشرق البحرالمتوسط, دول الشمال الإفريقي والمغرب العربي: موريتانيا والمملكة المغربية والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين وسورية ولبنان, فالدول الأوروبية التي صوت لدولة فلسطين تشكل قوسا اقتصاديا،تجاور الدول العربية في الحدود والمياه الإقليمية وترتبط بمصالح اقتصادية وحضارية مع دول المغرب والشمال الإفريقي وهي دول أوربية: البرتغال واسبانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا واليونان وتركيا. وهذه خارطة جديدة من المصالح التي بدأت تفرض واقعها الفعلي والمؤثر...
إسرائيل كانت تعمل على صياغة كذبة طوال هذه السنين بأنها مدعومة من الدول الأوروبية المؤثرة وأنها تتمتع بصداقة دول عديدة وانكشفت في التصويت بأنها صديقة لدول على شكل جزر غير معروفة على المحيط الهادي وأن دولا مثل: بريطانيا وألمانيا واستراليا وهولندا قد خذلتها وكشفتها أمام العالم...
إذن كيف نستفيد من هذا النصر الدبلوماسي والديمغرافي والإعلامي لتعزيز موقعنا في العالم والذي بدأ الحجم السكاني له تأثيره الواضح في علاقات الدول، وكذلك البعد الديني الإسلامي الذي أخذ مكانته وحساباته في الصراعات الدولية وهذه أبعاد لها أهميتها في الصراع الذي يدور حول بقاع تاريخية واقتصادية وأهمها منطقة الشرق الأوسط وأبرزها فلسطين...
أوروبا المجاورة والمتاخمة للحدود صوتت لصالح دولة فلسطين وهذا مؤشر ومعطيات للتغير السياسي والاقتصادية الذي يشهده العالم الآن...