توافقاً مع الانتصارات الهامة التي يحققها الثوار السوريون على الأرض؛ إذ باتوا يحاصرون النظام السوري في جزء من العاصمة السورية دمشق، حيث دخلها الجيش السوري الحر واقترب الثوار كثيراً من أسوار القصر الجمهوري الذي يقيم فيه بشار الأسد وعائلته وأركان نظامه فيما تعطل مطار دمشق الدولي عن العمل بعد أن قطعت الطرق والشوارع الموصلة إليه، وأخذت معسكرات النظام وكتائب الأسد تتساقط.

بالتوافق مع هذه الانتصارات العسكرية التي باتت تسيطر على أكثر من 70 بالمائة من الأراضي السورية، عقدت قوى المعارضة السورية اجتماعات مهمة في القاهرة تمهيداً لتشكيل حكومة مؤقتة، وضم الوحدات والتنظيمات العسكرية في تشكيل عسكري موحد يتبع قيادة ميدانية واحدة.

المؤشرات التي كُشف عنها في أروقة الفندق الذي اجتمعت فيه رموز المعارضة السورية في القاهرة، أظهرت تقارباً في موضوع سرعة تشكيل حكومة مؤقتة، ارتأت أن تكون مصغرة، وأن تهتم بتهيئة الأوضاع في المدن والمحافظات السورية والعاصمة دمشق استعداداً لرحيل نظام بشار الأسد، وأن تعمل الحكومة المؤقتة على بحث المشاكل المعيشية والأوضاع السكانية للمواطنين ومشاكل المهجرين، مع بحث تنسيق العمل مع القوى العسكرية وخاصة تلك التي لها حضور قوي وفعال في الريف الدمشقي والعاصمة وعلى الحدود مع تركيا.

وهكذا بالإضافة إلى تشكيل حكومة مؤقتة رُشح لها رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، تُبذل جهود مضنية لتوحيد القيادات العسكرية وصهر جميع كتائب الثوار السوريين تحت قيادة موحدة تلتزم بها جميع الفصائل العسكرية.

ويرى المتابعون لاجتماعات القاهرة أن تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة رياض حجاب هدفه تشكيل قيادة سياسية موحدة لن تكون خاضعة للقوى السياسية ذات التوجهات الطائفية أو العنصرية، ويكون تشكيل الحكومة تأكيداً على خيار الدولة المدنية وضمان حقوق الفقراء والموظفين ورفض أية سمة طائفية للدولة المستقبلية وتبيان مخاطر التدخل الخارجي والرفض والشجب الكامل لأية معارضة تطلب ذلك أو تحاور السلطة التي فقدت شرعيتها بعد تنفيذها لعدة مجازر استهدفت المدنيين.

المجتمعون في القاهرة متفائلون جداً ويرون أن النصر قريب جداً، خاصة وأن الانتصارات للثوار تقرّب لحظة النصر كثيراً وأن المعارضة السياسية استجابت كثيراً لمطالب الثوار داخل سوريا وإلى الضغوط الدولية التي كثيراً ما طلبت المعارضة السياسية بالتوحد وسرعة تشكيل حكومة مؤقتة لإعداد سوريا للتحول الديمقراطي المنتظر.