قرأت مقال الدكتور محمد العوين في صحيفة الجزيرة العدد 14669 في 12 محرم 1434هـ بعنوان: أزمة عقار أم أزمة ضمير؟ وتعليقا عليه أقول: إن بلادنا ولله الحمد من أوسع البلاد أرضاً وصحاريها كبيرة جدا وما بين المدن مئات الأميال، فهل ينقصنا سعة في الأرض؟ وهل بلادنا جزر صغيرة كبعض الدول؟ ولماذا يصل سعر المتر المربع إلى ألف ريال أو إلى خمسمائة ريال أو أقل من ذلك؟
ونحن نعرف -وقد وجدت هذا في بداية هذا العام 1434هـ أن بالقرب من بعض المدن أراضي لم تخطط بعد سعر مترها المربع ريال واحد فقط!!
من الذي أوصل سعر المتر المربع في المخططات إلى ما وصل إليه ولماذا؟
ولماذا تمت الاستجابة لذلك الغلاء الفاحش؟
إنني أسأل ومعي الآلاف من المواطنين في بلادنا، وأقول ذلك وأنا أبيع واشتري وقد أحصل على ربح من البيع والشراء في الأراضي، وقد أخسر، وقد ربحت وخسرت، ولكنني في الحالين أشعر بألم الفقراء والضعفاء؛ فهل من المعقول والمقبول أن يربح واحد ويخسر مائة أو ألف مواطن يود كل واحد منهم أن يحصل على بيت صغير يؤويه هو وأطفاله، ولا يستطيع ذلك لأن دخله أقل من أن يوفر منه ألف ريال شهرياً يجمع منه قيمة قطعة أرض في إحدى المدن يقيم عليها منزل العمر؟
إن ارتفاع أسعار العقار: الأراضي السكنية والمباني شققا وأدواراً من فعل فئة قليلة هم تجار العقار وهم وحدهم المستفيد من ذلك الارتفاع والغلاء الفاحش، فقد ارتفعت أرصدتهم في سنوات قليلة بنسبة ألف في المائة، ومن أصغر الأدلة على تلك الحال الغريبة أنني قبل أسبوع فقط من كتابة هذه الأسطر أردت شراء قطعة أرض في حي سكني في الخرج، فقال لي أصحاب مكاتب العقار: إن قيمة القطعة التي مساحتها خمسمائة متر مربع مائة وخمسون ألف ريال أو أكثر، وكانت عندي قطعة أرض في الحي نفسه وبالمواصفات نفسها طلبت من المكاتب عرضها للبيع، وبعد أيام واتصالات كثيرة، قالوا: طلبت بسبعين ألف ريال فقط! فأين المائة والخمسون ألفاً أم أنها للتاجر الكبير الذي يمتلك مخططاً فيه خمسمائة قطعة؟
نعم يا دكتور: إنها أزمة ضمير لا أزمة عقار؛ وإنها المبالغات والجشع وتورم ثروة فئة على حساب طبقة من المجتمع لا حول لهم ولا قوة. وإنني هنا أوجه دعوة من القلب إلى كل مواطن صالح صادق بأن يقف مع المحتاجين ويرفق بهم وينظر إليهم نظرة حانية ويتصور لو أنه هو أو أولاده منهم، فماذا سيكون شعوره تجاه الغلاء الفاحش في العقار، أصلح الله الأحوال ويسر لكل محتاج حاجته.
- عبدالعزيز بن صالح العسكر