لم يكن (نادي مروءة) هذا نادياً رياضياً يتنقل بين مناطق المملكة ليؤدي مباراة هنا أو لقاءً رياضيا هناك كما هو حال الأندية الرياضية في بلادنا.. لكن الصحيح أن هذا النادي واحد من فروع مؤسسة العوهلي الخيرية وهذه المؤسسة أنشأها أبناء الفقيد الراحل الشيخ عبدالعزيز بن محمد العوهلي غفر الله له والذي ترك بصمات واضحة في العمل التطوعي وساهم إسهاما فاعلا مع أهالي محافظة عنيزة لخدمة مجتمع المحافظة لكل ما من شأنه تحقيق التنمية المستدامة ورفعة شأن مدينتهم حرصاً على تحقيق النفع العام للجميع وتنمية المجتمع والنهوض به إلى مراكز معرفية وثقافية متقدمة. لقد أسهم الشيخ عبدالعزيز بن محمد العوهلي -رحمه الله- مع رفاق دربه في تحقيق الكثير من المكاسب لمدينتهم ووفقوا جميعا لتحقيق الكثير من الأهداف المؤملة والتطلعات المرجوة وبعد وفاته -رحمه الله- سارع أبناؤه لإنشاء مشروع (مؤسسة عبدالعزيز محمد العوهلي الخيرية لتنمية المجتمع) التي توزع نشاطها وتعددت أفرعها فكان (نادي مروءة) التطوعي واحداً من تلك الأفرع وقد تحدث عنه الأستاذ فهد بن عبدالعزيز العوهلي رئيس مجلس أمناء تلك المؤسسة الخيرية ليفسر معنى مروءة فيقول (إن الآباء والأجداد كانوا يطلقون بلهجتهم المحلية على صاحب الفزعة والنخوة أنه (راعي مروة) ويطلق هذا الوصف على كل رجل صاحب أريحية يسعى بكل ما أوتي من إمكانات لمساعدة الناس) وصفة المروءة معروفة عربيا لكل من يجند نفسه لعون الناس ومساعدتهم.. لقد ضربت أسرة العوهلي أروع الأمثال لتقديم العون للناس ومساعدة كل من يحتاج للعون وهنا ينطبق عليهم وصف المروءة فكيف إذا كان العون لمجتمع متكامل وتؤدي فيه هذه الأسرة دوراً كبيراً لتنميته وغرس العمل التطوعي بين أفراده.. إنني على معرفة قريبة جداً بالأستاذ فهد العوهلي وإخوانه منذ أن كنت على مقاعد الدراسة قبل خمسة وثلاثين عاما فقد كانوا وأسرتهم أوفياء للناس والمجتمع بكل شرائحه ومن هنا جاءت هذه المؤسسة التي لم تسع في نشاطها للمكاسب المادية أو الأرباح وهذه المؤسسة هي امتداد لعطاءات الآباء والأجداد في هذه الأسرة الكريمة وهي أيضاً نموذج لذلك المجتمع المتماسك في الزمن الماضي الذي عظمت فيه المروءة والوفاء والطيبة وهذا هو منتهى المروءة والفزعة والنخوة العربية في هذا الزمن المشتعل بالتباعد والله الموفق.