بعض مراقبي شؤون حرية التعبير، يرون أن مشاركات السعوديات والسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبر الأكثر إثارة ولفتاً للانتباه. كان هذا هو نفس الرأي، عندما اتجه المهتمون بالتعبير الحر إلى المنتديات الإلكترونية، في التسعينيات الميلادية.
وصاحب ويصاحب هذا التقييم الإيجابي، تقييمات سلبية ترصد مشاركات ضحلة أو استغلال سيئ، وهذا شيء طبيعي، فكما أن الدواء يشفيك بإذن الله، فمن الممكن أن يقضي عليك.
لا يحبذ المنصفون أن يهاجم مَنْ يُعتَبرونَ ذوي باع في مجال حرية الرأي، اخوانَهم واخواتِهم الذين يستخدمون تويتر للسواليف أو تبادل النكت. ومبررهم، أن مثل هذا الموقع الاجتماعي يستوعب كل أشكال التواصل، جاداً أو غير جاد، سياسياً أو دينياً، فكرياً أو رياضياً، وأن احتكاره للطرح المؤدلج وتبادل الآراء الفلسفية، لا معنى له، فكما لهؤلاء حقوق، لأولئك حقوق.
-إذا هرجوا الرجال، إنطَّم!
هذه القاعدة قد تكون مقبولة في تلك الأزمان التي كانت تصادر كل حق لكل إنسان.
أما الزمن اليوم، فلا مكان فيه للذين يصادرون أفكار وحريات الآخرين. صحيح أن هؤلاء موجودون على أرض الواقع، لكنهم لا يستطيعون أن يمارسوا هذه الهواية في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى من لا يعجبه هذا الوضع، أن يحزم حقائبه، وأن يتوجه إلى أقرب محطة زمن تسافر به إلى حيث ينتمي إلى الماضي.