العنوان أعلاه كتب باللغة الصينية ونطقه (وو أي جونقو) أي أنا أحب الصين!.
في جنوبي الصين وتحديداً بمدينة (كوانزو) ومجاورها من مدن إقليم (غوانونج) الممتدة على نهر (تشو جيانج) الشهير (بنهر اللؤلؤ)، لا تستغرب من وجود عشرات أو مئات من مندوبي وملاك الشركات السعودية والخليجية الذين يتبضعون من هناك، من أجل تزويد معارضهم ومنافذ بيعهم بالكثير من المنتجات الصينية.
أنا شخصياً قضيت (عدة أيام ) متنقلاً بين مصانع تلك المدن، وكدت أصاب (بالحسرة) مما أرى وأشاهد من اختلاف الجودة والسعر بين ما يعرض لدينا في معارض الساعات والأثاث والأجهزة والإكسسوارات وغيرها، وبين أسعاره الحقيقية ودرجات جودته؟!.
هي تجربة شخصية بقيت آثارها فترة طويلة بعدما عدت، فأصبحت لا أقتنع بشراء أي شيء بأي سعر، لأن ما يعرض لدينا يقل سعره في بلد المنشأ بنحو 80%، وهو أمر يثير (القولون) ويسبب الأرق، ويخرب المزاج، ويقضي على الراتب، ويفرق بين الرجل وزوجه، وينفخ جيب التاجر، ويقضي على مال المستهلك!.
ما دعاني لتذكر ذلك هو اتهام القنصل العام الصيني يوم أمس الأول في جده عندما قال : إن بعض التجار السعوديين يقومون باستيراد منتجات رخيصة وذات جودة أقل لتتعاظم أرباحهم، هذا الاتهام نقلته (جريدة الاقتصادية) !.
وأعتقد أن الغرف التجارية والتجار أجدر بالرد على هذا الاتهام، وأنا هنا فقط أعرض تجربتي الشخصية، فقد وجدت (قطعا صينية ) جيدة جداً في الكثير من المصانع هناك بالفعل، وعند السؤال عن السعر وتكلفة الشحن إلى الخليج يجيبك البائع بقوله : (نيخا) هذه تصدر إلى أوروبا فقط!.
أي أن المشكلة تقع أحيانا من بعض المصانع الصينية نفسها، التي ترفض خطوط إنتاجها بيع هذه الأنواع وتصديرها إلى منطقة الشرق الأوسط، لوجود اتفاقيات احتكار مسبقة صينية أمريكية أو صينية أوروبية، ويقال: إنه تتم إعادة تصدير هذه المنتجات إلينا من جديد على أنها صناعة (أوروبية) وهنا المصيبة!.
وأحياناً يكون السبب من بعض (تجار الخليج) الذين يقومون باستيراد الأنواع الرديئة بالفعل، ومن ثم يقومون بإعادة تصديرها إلى السعودية لتتضاعف الأرباح!.
إنها أمور توجب (المراجعة) والتأكد من قبل وزارة التجارة لنوعية البضائع المستوردة ومدى (جودتها)، وتقنين أسعارها بما يتماشى مع الأرباح المعقولة لمصلحة العميل والتاجر!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com