الأربعاء الماضي كان يوماً مفرحاً للشعب السعودي ومحبي المملكة العربية السعودية بظهورخادم الحرمين الشريفين على شاشات التلفزيون يستقبل إخوانه ومحبيه وذلك بعد العملية التي أجراها- حفظه الله- وتكللت بالنجاح ولله الحمد. وفي ظني أن ذلك الفرح العارم يأتي من منطلقين رئيسيين هما محور مقالي لهذا اليوم.
المنطلق الأول والرئيس لفرحة الناس تكمن في الحب الشخصي الذي يحمله الناس للوالد الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز. خادم الحرمين الشريفين امتاز كقائد لهذا الكيان بقربه من الناس حيث رأيناه يزور أحياء الفقراء ويواسي المرضى وأسر الشهداء ويختلط بالناس في الاسواق ويفتح مجلسه العامر بشكل منتظم للمواطنين. يحاكي المرأة والرجل، الشيخ والصغير، المواطن والمقيم. الملك عبدالله يمنح الشعور بحنانه وصبره الصادر من روح طيبة متسامحة، لذلك لم يكن غريباً فرحة الناس بشفائه وحملهم صوره ووضعها في سياراتهم والدعاء له بطول العمر والصحة.
المنطلق الثاني لفرحة المهتمين والمتابعين والحريصين على مصلحة بلادنا تكمن في القناعة بأنه- حفظه الله- رجل الإصلاح الذي قاد بلادنا في ظروف صعبة فقضى على الإرهاب وجنب البلاد الفوضى التي كانت وشيكة. خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تبنى الحوار وأسس له وفتح المجال للنقاش على قضايا الوطن بمختلف مستوياتها فأصبحنا في عهده نناقش قضايا جوهرية لم تكن مسموحة قبل ذلك، ولعل مقالي هذا أحد أمثلتها، كما تبنى حفظه الله قضية التعليم وإصلاح القضاء ودعم التنمية في مختلف المناطق وغيرها من القضايا التنموية. أما على المستوى الإداري فقد تبنى حفظه الله انتخابات المجالس البلدية واخيراً إدخال المرأة مجلس الشورى والسماح بحضورها منتخبة في المجالس البلدية القادمة وغير ذلك من القضايا التي لا يتسع المجال لسردها، لكننا نستحضرها للإشارة إلى أن هناك إجماعا بأن خادم الحرمين الشريفين هو الأقدر والأجرأ على إصلاح التغييرات التي ينشدها الوطن والمواطن، لأجل مستقبل أكثر أماناً وأفضل تنمية وتطوراً. هنا لست أذيع سراً، فقد أشار إلى ذلك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين حينما اشار إلى أننا ننتظر قرارات إصلاحية حاسمة من خادم الحرمين الشريفين، من الله عليه بالصحة والعطاء. ولأن ديدن الإصلاح يبدأ بالعنصر البشري فالمتوقع هو تعيين الكفاءات المناسبة في بعض المناصب الشاغرة بالمستويات العليا بالدولة، وإدخال عناصر جديدة أكثر نشاطاً وحماساً في بعض المناصب على مستوى الوزارات بغرض التجديد وتسريع حركة التنمية بما يحقق المصلحة التي ينشدها المواطن من دولته التي عودته الحرص عليه دائماً. لقد بدأت إصلاحات الملك الأخيرة بالتأكيد على أن الكفاءة تسبق السن والقرب الاجتماعي ونعتقد أن كل تغيير يحدثه - حفظه الله - يمنحنا الثقة بأن هناك المزيد وبأن القادم أفضل بإذن الله. وهذا ما يشير به خادم الحرمين الشريفين علينا في أحاديثه، حيث كررها مراراً بأن علينا الصبر وعدم الاستعجال، مع ملاحظة أن الحديث عن الإصلاح يعني ببساطة التطور الطبيعي للحياة وليس بالضرورة الانتقاص من منجزات الراهن والماضي.
إذاً فرحتنا بشفاء مليكنا مردها حبنا له أولاً، وتوقعاتنا الكبيرة منه ثانياً. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ومتعه بالصحة والعافية.
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm