بلغ عدد المشاركين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية -منذ دورتها الأولى التي انعقدت في 19-5-1399هـ، إلى دورتها الثالثة والثلاثين-، أربعة وستين ومائة وخمسة آلاف (5164) طالب، ينتمون إلى معظم الدول من جميع قارات العالم «آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأستراليا، وأمريكا الشمالية، والجنوبية».
وليس الغرض من هذه العجالة تحليل الأرقام، واستقصاء المعطيات، فلذلك مجال غير هذا، لكنني أريد التوقف عند أمر مهم، وهو أن هذه المسابقة المباركة قد حرص ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية على أن تكون بمنأى، وبمعزل عن أي تأثير سياسي مهما كان نوعه، فكانت مسابقة صافية للقرآن الكريم، خالصة لوجه الله تعالى، فلذلك تجد مشاركين فيها من دول تختلف مع المملكة في كثير من التوجهات السياسية، واتضح هذا الأمر بجلاء أثناء حرب الخليج، فإن هذه المسابقة لم تتوقف، ولم تتأثر بالمواقف السياسية، ولم تشبها الخلافات، بل بقيت صافية خالصة لكتاب الله تعالى، مما جعلها أنموذجا رائعا للتقارب بين الشعوب الإسلامية بعامة، والسمو على الخلافات السياسية، والمصالح الضيقة، لأن ما يجمعهم عليه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أعظم، وأجل بكثير من تلكم الخلافات السياسية العابرة.
وهذا يدل على بعد نظر ولاة الأمر في المملكة، وتركهم باب المصالحة والتوافق بين المسلمين مفتوحاً دائماً وأبداً مهما بلغت الخلافات، واشتدت الأزمات.. والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com