|
انطلقت يوم أمس السبت السابع عشر من شهر محرم 1434هـ فعاليات الدورة التدريبية الثالثة في مجال مهارات تحكيم المسابقات القرآنية في قاعة الاجتماعات بفندق قراند كورال بمكة المكرمة، بحضور 20 مشاركاً، يمثلون 15 دولة، وتهدف الدورة إلى نشر قواعد التحكيم وإيضاح معاييره، وتأهيل محكمين للمسابقات القرآنية الدولية على مستوى عالٍ من المعرفة والخبرة النظرية والتطبيقية، والرقي بمستوى تحكيم المسابقات القرآنية العالمية، وتستمر الدورة مدة خمسة أيام، على فترتين صباحية ومسائية.
وقد أكد عدد من المشاركين في الدورة أهمية الدورة وأثرها الكبير في تنمية وتطوير مهارات التحكيم لدى المتدربين، وتزويدهم بالخبرات اللازمة التي تمكنهم -بإذن الله- من ممارسة مهام التحكيم، وتقويم وتقييم المتنافسين في المسابقات القرآنية على أسس علمية، وخبرات مهنية.
نزاهة ودقة
يؤكد المتدرب أنور بن عمر هوساوي من المملكة العربية السعودية إلى أنه شارك في الدورات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في التحكيم، وبعض الدورات المحلية على نطاق جمعيات تحفيظ القرآن في مناطق المملكة، وقال: لمست الأثر الكبير والبارز في نتائج المسابقات، وكذلك في تقدم مستويات الطلاب في مسابقات وزارة التربية والتعليم، وتصفيات المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان، أو مسابقات أخرى على نطاق المساجد، ومن آثار هذه الدورات الطيبة النزاهة والدقة في تقييم المتسابقين، ولا شك أنه كلما أصبح مستوى المحكم أو التحكيم مميزاً كانت النتائج مميزة ومثمرة، ناهيك أن هذا المحكم ينقل تجربته والطريقة التي استفاد منها إلى جمعيته أو مدرسته أو جامعته مما يقوي التحكيم في مثل هذه المنشآت التعليمية، فيعود أثرها بعد ذلك لظهور متسابقين متميزين على المستوى الدولي في مسابقات القرآن الكريم، وقد لمست أثر ذلك في تمثيلي للمملكة في مسابقات محلية ودولية، وأيضاً تمثيل طلابي في كثير من المسابقات الدولية.
وأثنى على دور المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله تعالى وفي تعليمه وتحفيظه وفي طباعته ونشره للعالم، فهي قبلة المسلمين، وفيها مهبط الوحي ونزول القرآن الكريم، والمسابقات المحلية والدولية في القرآن الكريم المتنوعة والمميزة التي تقيمها كل عام والتي شملت الجميع الذكر والأنثى، والصغير والكبير، والمدني والعسكري حتى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، بل وغير العرب من المسلمين في شتَّى بقاع الأرض عن طريق الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن، فأصبحت المملكة ولله الحمد والمنَّة قدوة لدول العالم في كثير من المجالات وخصوصاً مسابقات القرآن الكريم.
تطوير المهارات والقدرات
ويوضح المتدرب إسلام بن نوزي بن إسكندر داشكن: إنه لم يشارك من قبل في أية دورة تدريبية، ولا شكَّ في نفع هذه الدورات لتطوير المهارات والقدرات نحو الأفضل، ثم إن هذه الدورات تساعد على تنظيم المسابقات القرآنية على مستوى عالٍ مرموق مما يعين شباب الأمة على حفظ القرآن الكريم.
حصيلة علمية ومهارية
أما المتدرب وليد حسن علي جناحي من مملكة البحرين فيؤكد أن مثل هذه الدورات مهمة للمحكم والمعلم تثري حصيلته العلمية والمهارية وتزيد في مهارته وخبرته، وأرى أنها من أهم الدورات التي لابد أن تقام في كل بلد يعلم فيه القرآن الكريم لاحتياج كل معلم للقرآن، ولأنها لا تتوقف على مسائل التحكيم فقط ولكن يأخذها المتدرب في تدريسه.
وأكد أن خدمة المملكة العربية السعودية للقرآن الكريم وأهله يشهد به الأول والآخر والداني والقاصي ولله الحمد، وقد استفاد الكثير من هذه الخدمات، ونسأل الله أن يعين القائمين عليها وأن يجعلها في ميزان حسناتهم وخالصة لوجه الله الكريم، ويديم للجميع نشر كلامه عزَّ وجلَّ كما يحب ويرضى.
المتخصصون القرآنيون
ويقول نجيب محمد عبدالله علي من اليمن: إن مثل هذه الدورات يستفيد منها المتخصصون في مجال القرآن الكريم والقراءات لا سيما من يوكل إليهم مهام تقييم واختبار الطلاب في مراكز القرآن الكريم والجمعيات الخيرية، والجهات الرسمية في وزارة الأوقاف والإرشاد في الدول العربية.واعتبر المملكة العربية السعودية التي تنظم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية القرآن الكريم على مدى ثلاث وثلاثين عاماً تعتبر صاحبة الريادة، والمسابقات الدولية والجوائز القرآنية التي ظهرت في الساحة مؤخراً كلها لها نصيب اكتسبته من الخبرة الفنية والتنظيمية والتحكيمية والإدارية لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم، وباختصار مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم جامعة لكل المسابقات، وينبوع لا بد للآخرين أن يمدوا دلائهم ليشربوا...).
رفع الكفاءة
ويشير المتدرب المهندس محمد يحيى أحمد طاهر من قطر إلى أن الدورات لها أثر كبير على تطوير المهارات خاصة إذا كانت تُلقى من قبل أناس متخصصين ومتمرسين في هذا الفن، كما أنها ستعطي الخلاصة المفيدة وستساهم ـ إن شاء الله تعالى ـ في رفع الكفاءة وقوة التركيز لدى المحكمين لكي ينتبهوا إلى أدق التفاصيل في قراءة المتسابق حتى لا يُظلم أحد.
ويضيف أن كتاب الله هو خير ما يُعنى به، وكانت المملكة ولا تزال تشرف بهذه الخدمة العظيمة وهي خدمة كتاب الله عزَّ وجلَّ سواء عن طريق طباعة المصحف وتسجيلها بجودة عالية، كما أنها ترعى حفظة كتاب الله الكريم وتحتويهم إما عن طريق الدورات في حفظ القرآن أو عن طريق المسابقات القرآنية، فالمسابقات لها وقع جميل وأثر كبير على المتسابقين فهي تجمع حفظة كتاب الله من جميع أصقاع الأرض فيتعارفون ويتآلفون ويتنافسون بينهم في الخير الذي يترتب على هذه المسابقات التي تجمع الأمة.