كتبت مقالا قبل خمسة أعوام بعنوان (أزمة الإعلام الاقتصادي السعودي)، وتطرقت فيه للقصور الذي نعاني منه في المملكة للمتخصصين في مجال الإعلام الاقتصادي وإن وجد فهم قلة قليلة.
ولعلي أزيد لذلك أننا نفتقد للإعلاميين المتخصصين في مختلف المجالات سواء الإعلام الأمني والعسكري وانتهاء بالإعلام السياسي والاستراتيجي والاجتماعي. في تصوري وعلى مدار الخمس سنوات الماضية لم نلحظ تغيرا كبيرا في توفير الإعلامي المتخصص المتمكن من أداء مهامه إلا ما ندر. بل لا أبالغ إن قلت إن العمل في الحقل الإعلامي ابتلي بنوعية من الإعلاميين الدخلاء على المهنة والذين بكل تأكيد هم من يسيء لها.
والمتتبع للصحف أو القنوات الفضائية يلحظ نهضة حقيقية في مجال الإعلام الاقتصادي، وهو توجه ذو جوانب إيجابية. وبقدر ما هناك من اهتمام واضح في الإعلام الاقتصادي إلا أن هناك معضلة حقيقة واضحة بجلاء، وهي تواجد متخصصين محترفين في هذا المجال ، فإما أن يكون شخص اقتصادي بدون خلفية إعلامية أو حس إعلامي أو العكس رجل إعلام بدون أي خلفية اقتصادية، وهذا يبدوا واضحا من خلال ما نشاهده من تغطيات صحفية وتلفزيونية لمؤتمرات ومحافل اقتصادية أو برامج حوارية تلفزيونية اقتصادية، فما يطرح من أسئلة تعكس حرفية ومقدرة الشخص. نحن بحاجة ماسة إلى إعلاميين اقتصاديين متخصصين لديهم أفكار ورؤى اقتصادية، ودراية كاملة بالأمور الاقتصادية، والأهم من ذلك المصداقية في الطرح والأمانة المهنية وعدم التعجل والبحث السريع عن الشهرة.
تقع المسؤولية بالدرجة الأولى، على الوسيلة الإعلامية في الإهتمام بمن يعمل بها من إعلاميين وتدريبهم وتأهيلهم التأهيل المناسب قبل إرسالهم لتغطية أي حدث. الجزء الآخر يقع على الإعلامي نفسه فمن الواجب عليه أن يقوم بالإعداد والتحضير المناسب للحدث أو الفعالية قبل الذهاب لها. فمن غير المقبول أن يحضر الإعلامي لتغطية مناسبة وهو لا يعرف من الراعي لها وما الهدف منها. ونحن ولله الحمد لدينا شباب من الجنسين دخلوا في المجال الإعلامي بكل حماس وهمة ونشاط وهم بحاجة ماسة إلى من يدعمهم ويقف معهم من خلال تأهيلهم التأهيل المطلوب ليخرج لنا جيل جديد من المؤهلين في الاقتصاد الإعلامي وغيره من المجالات الإعلامية.
smlhft2010@gmail.com **** sulmalik@hotmail.comsultan_almalik@ تويتر