مليكنا المحبوب.. لأنكم وضعتم المواطن نصب اهتمامكم، ولأنكم هيأتم له مسارات الشراكة الحقيقية واجتهدتم دوماً لتحقيق معنى ذلك قولاً وفعلاً لهذا أحبوك مواطنوك عرفاناً بعرفان وبادلوك المودة مودات.. لأنكم تربعت في سويداء قلبوهم بعدلكم وإنصافكم، وسكنتم وجدانهم بتفقدكم لشئونهم بزيارتهم في مقراتهم لتتحسس بسمو رفيع مشاعر أحوالهم.. فكسبتم عميق حبهم.. سألت عن محتاجيهم ووفرت ما طلبوه.. وعدت مرضاهم فأحسوا بدفء حنانكم الأبوي..
أحبوك يا مليكنا العادل وهم يرون كريم عنايتكم وعظيم رعايتكم بالوطن الغالي، فأضحوا كل صباح مع نبأ جديد وبشارة طيبة، مصنع هنا.. وجامعة هناك.. مدن ذكية ترسم غدنا المشرق.. مشاريع خير تمتد شرقاً وغرباً.. برامج للتعليم والابتعاث ترشح أبناءنا وبناتنا لدورهم المرتقب مع استحقاقات وطنهم.. مهندسين وأطباء وطبيبات وباحثات من أجل خير الوطن وترقية وضعه التنافسي بين الأمم المتطورة.. فصرتم بذلك يا خادم الحرمين تفسح مجالات وتطبيقات يومية لتأخذ مملكتنا وضعها المرموق مع عناوين عصرنا ومنجزاته الباهرة فعكفتم -حفظكم الله- على إطلاق حزمة من المدن والمراكز (الاقتصادية) الذرية، الطبية، الرياضية، المعرفية، تسجل بحضورها الطاغي، وتجربتها الثقافية، ومردودها التنافسي، ممارسة فريدة لاستيعاب سجال يومي من التحولات الفذة الجارية على مستوى العالم.
إنني أستحضر في هذه اللحظة التفاصيل الدقيقة لذلك الإحساس النابع من الانفعالات الصعبة التي استغرقت الوطن والمواطنين ومقامكم الكريم يعلن بشفافيتكم المعهودة عن الآلام التي تشعرون بها وعن نصيحة الأطباء بضرورة اتباع برنامج علاجي، لقد عكس الانقباض الذي أحس به كل مواطن عمق المكانة التي تتبوأونها وحجم المحبة التي تحوزونها في أفئدة مواطنيكم المحبين.. وظلت قلوبهم وأسماعهم وعيونهم معلقة بشغف كبير بوسائل إعلامنا تنتظر كل يوم ما يطمئنهم عن صحتكم الغالية على الجميع، فرأيتهم وهم يتضرعون لله سبحانه وتعالى في صلواتهم بزوال البأس عنكم.. وعايشنا جميعاً لحظات الترقب الحرجة قبل العملية وأثنائها وما أن أعلن لنا سلمان الوفاء نجاح العملية حتى اجتاح الوطن من أقصاه إلى أقصاه شعور فريد من المباهج والأفراح عبرت بصدق عما تجسدونه سيدي من مكانة عظيمة في نفوس أبنائكم وإخوانكم المواطنين، وظلت الأسماع ترقب كل يوم ما يجدد انتعاشها بقرب ظهوركم على شاشة التلفاز لتطمئن مواطنيكم وأبناءكم وبناتكم على صحتكم وعافيتكم.
واليوم يا خادم الحرمين وأنت تضفي على الوطن والمواطن هذا الشعور الدافق من أبهى المشاعر بظهوركم سالماً معافى، فإن الوطن يبادلك التقدير، والعرفان، والوفاء الكبير.. ويجدد مواطنوكم ولاءهم وإخلاصهم حباً وإعزازاً لكل ما تم للوطن والمواطن ومن منجزات تاريخية.. وما زالوا يترقبون بلهفة المزيد من عطائكم اللامحدود في ظل الظروف الراهنة الصعبة.. وفي أرجاء الوطن الغالي بكل امتداده يتبادل مواطنوكم التهاني الدافئات والأماني الوارفات بشفائكم التام إن شاء الله.. فبظهوركم عبر شاشات التلفاز سيدي المليك التي انتظرناها طويلاً عادت لصباحات الوطن إشراقها.. ولحدائقها أنداؤها.. وبشفائكم شُفِيَت أرواحنا وعاد للقلب نبضاته..
متعكم الله بالصحة والعافية وأمد بعمركم وأبقاكم قائداً ووالداً لهذا الوطن المعطاء.