في صباح يوم الثلاثاء الموافق 28-12-1433هـ أبلغني الأخ سليمان بوفاة الخال أحمد بن صالح الدبلان عليه من الله الرحمة والغفران، وأن الصلاة عليه بعد صلاة العصر بمسجد خادم الحرمين بمحافظة الهفوف - وقد تألمت كثيراً لوفاة علم من أعلام أسرتنا وركن من أركانها فهو النموذج البارز والقدوة الحسنة لمن حوله من الأقارب والجيران والأصدقاء قدوة في الأخلاق العالية وحسن التعامل والبشاشة والكرم والأناة والتواضع الجم، كما أنه حريص على التواصل وصلة الرحم وحضور المناسبات الأسرية. ولقد قضى جل عمره إلى أن توفاه الله (في حي الثليثية) في محافظة الهفوف الغالية عليه وعلينا برجالاتها الأفاضل الكرام وأعلامها العظام العامرة بمجالس ودواوين أهلها التي تفيض وتزخر بالعلم والثقافة والكرم الحاتمي - ولقد لمسنا ذلك ورأيناه نحن وغيرنا ممن تشرف في زيارتها ومقابلة أهلها. فقد نزل الخال في ربوعها، وكأنه واحد منهم بما يزيد على ستين عامًا ونيف، وكنا نزاوره بين الفينة والأخرى منذ عقود ويقوم بالتجوال بنا من بين معالم المدينة وعيونها آنذاك بين الحويرات، وأم نجم، وأم خريسان، والباردة، والخدود إلى جبل القارة، وجواثا، وأيام أسواقها القديمة - عليك من الله الرحمة يا أبا صالح وأسكنك فسيح جناته وغفر لك ولوالديك وجعلك في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وألهمنا وأهلك الصبر والسلوان و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ولقد كتبت مشاعر وخواطر متواضعة قلت فيها:
يقول الذي ما اخفاه وسط الضماير بان
عقب ما لفا علمٍ عن النوم قزاني
وأنا والله اني راضي فيه يا سليمان
ولا نيب جزاعٍ على كل ما جاني
سقى الله دار شيعت مكرم الضيفان
نهار الثلاثاء باقي يوم أو ثاني
بعامٍ شهيرٍ ولي العهد به سلمان
بعد ما ترجل عن جواده اكحيلاني
سقى الله ذيك الدار بالوابل الهتان
هماليل سحب بالضحى والمياني
علشان قبرك يا أحمد الصالح الدبلان
من المزن يبقى طول الأيام رياني
ألا يا هفوف الخير خالي معك له شأن
قضى بك سنين العمر داله وسلياني
ثلاثين عام ومثلهن أو تزيد أزمان
عزيزٍ على القاصين منكم وللداني
ألا يالثليثية نعزيك والجيران
واعزي أعياله والجماعه والاخواني
برجل حصيف كأنه المعتلي ثهلان
حليّه هديب الشام والحر شقراني
حكيم برايه ماركبها بدون اعنان
ليا كبرت القالات ما هو بحلاني
يخلص نشايبها بما يرضي الرحمن
ولا ينـثني عند الشدايد ابليهاني
تزوره رجالٍ من بيوت لها ميزان
تقدر لمن للطيب رمزٍ وعنواني
وينصاه من له حاجة دونها بيبان
ليا جاه يقضي حاجته طير حوراني
ما هوب يتعذر لو دفع غالي الأثمان
حريص على فعل الجمايل والاحساني
وليا جاه طرقي من اقصى النيا تعبان
لقى مجلسٍ يفرح به الضيف والعاني
وختم الكلام أرجو من الواحد المنان
يوسع بقبرك مدّ نظرات الأعياني
ويجعل مقرك جنة الخلد والرضوان
مع الصالحين ومن شملهم بغفراني
وصلاتي على خير البرايا نسل عدنان
نبي جعل للحق والدين برهاني
عدد من سعى بالبيت واطّاف بالأركان
وأزكى السلام عداد هتاف الامزاني
عبدالله بن إبراهيم الغنام
