|
مكة المكرمة - أحمد الحمادي:
احتفلت الأوساط العلمية مساء أمس الأول بمكة المكرمة، بالكتاب الجديد الذي ألفه معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، والذي جاء بعنوان: (تاريخ أمة في سير أئمة)، وتمت طباعته عبر دارة الملك عبدالعزيز، ممثلة في مركز تاريخ مكة المكرمة في 5 مجلدات.
وبيّن معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في اللقاء الذي قدمه معالي نائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام الدكتور محمد الخزيم، بحضور عدد من كبار الشخصيات والمثقفين والمؤرخين والباحثين والباحثات وطلاب العلم المتخصصين بمنطقة مكة المكرمة، أن الكتاب تم تقسميه لقسمين متعلقين بالحرمين الشريفين وكل قسم تم تصنيفه لثلاثة فئات للحديث والترجمة لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى سنة 1432هـ أي لمدة 15 قرناً من الزمان، من حيثُ الصلاة المفروضة وفي صلاة التراويح وكذلك صلاة الجنائز من عهد النبوة وحتى العصر الحديث.. مشيراً إلى أنه قام بترتيب الأئمة حسب تاريخ وفاتهم، مضيفاً بأن عددهم بلغ 1312 إماماً منهم 745 إماماً بالمسجد الحرام و567 إماماً بالمسجد النبوي الشريف، لافتاً أنه قام بذكر أسماء الأئمة الذين لم يجد لهم ترجمة وسرد أسماءهم سرداً في نهاية الكتاب مع ذكر الاسم أو اللقب أو الكنية، مضيفاً: بأن عدد الذين لم يجد لهم أي معلومات من الأئمة قد بلغ 336 إماماً في القسمين المتعلقين بالحرمين الشريفين.. مشيراً إلى أنه قام كذلك بالترجمة لعدد من الأمراء والولاة على الحرمين الشريفين، وخاصة خلال فترة التي تصل لحد القرن الخامس من الهجرة، حيثُ كان هؤلاء الولاة والأمراء هم الذين يتولون إمامة الناس في الصلاة وخطبة الجمعة بالحرمين الشريفين.
وبيّن الشيخ ابن حميد، في اللقاء التعريفي عن كتابه (تاريخ أمة في سير أئمة) الذي رصد أئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى سنة 1432هـ، الذي نظمه مركز تاريخ مكة، أن الفكرة في البداية كانت تأليف كتاب عن أئمة المسجد الحرام لكنه استقر على ضم أئمة المسجد النبوي للكتاب الذي ضم أكثر من 2252 صفحة، ووقع في خمسة مجلدات من القطع المتوسط، قسمه المؤلف إلى قسمين؛ القسم الأول (أئمة المسجد الحرام)، والقسم الثاني (أئمة المسجد النبوي الشريف).
مبيناً أن من أهم الصعوبات التي واجهته قلة المصادر التي كتبت عن هذا الموضوع، وضم كتاب ابن حميد التعريف بالكعبة المشرفة وترميمها وكسوتها ومن أول من بناها، وعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما عبر العصور حتى العصر السعودي الحديث.. مشيراً إلى أنه وبلا شك فيه أن أئمة الحرمين الشريفين بأهمية بمكان أن يأخذوا نصيباً وافراً من عناية المؤرخين والباحثين والدارسين، مؤكداً أن سيرتهم الذاتية ارتبطت بتاريخ الأمة, مبيناً أنهم أدوا مهمات جليلة في خدمة الدعوة الإسلامية، وذلك من خلال إمامة الناس والخطابة فيهم وتعليمهم العلوم الشرعية, مشدداً على أنه من خلال مجموع تراجم هؤلاء الأئمة يمكننا أن نضع أيدينا على تاريخ وافر من الأحداث وغزير من العظات وذاخر بالدروس.
الجدير بالذكر أن المؤلف قدم كتابه بتاريخ بعلم التاريخ وأهميته في قائمة العلوم ثم التعريف بالكعبة المشرفة وترميمها وكسوتها ومن أول من بناها، ثم عرج بالحديث عن عمارة المسجد الحرام وتوسعته وكذلك عمارة المسجد النبوي وتوسعته عبر مختلف العصور ومنها العصر السعودي الزاهر الحديث، وكذلك عرف المؤلف خلال حفل التعريف بالكتاب بوظائف الحرمين الشريفين مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة والفراشة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس وغير ذلك من الوظائف التي ارتبطت بهذين المكانين الطاهرين. وخلص المؤلف في نهاية كتابه أيضاً إلى أن أئمة الحرمين الشريفين يتم تعيينهم من قبل الولاة لعظم مكانتهم داخل المجتمع وذلك بدءاً من القرن السادس من الهجرة والذي يعتبر من القرون المميزة، حيثُ لم يجد أي تراجم لأئمة الحرمين الشريفين فيه، حيثُ كانت الإمامة في الحرمين الشريفين قبل ذلك الوقت من الولاية, مشيراً في سياق كتابه والذي اعتمد على 185 مرجعاً بأن رصد حرص الحكام والسلاطين والأمراء والأثرياء من المسلمين على التنافس في خدمة الحرمين الشريفين, مضيفاً أنه رصد العديد من المواقف والطرائف والأحداث خلال كتابته لهذا التأليف.
وخلص في ختام كتابه بضرورة عقد ندوة خاصة في تاريخ أئمة الحرمين الشريفين, وتوجيه طلاب العلم والدراسات العليا إلى البحث في تاريخ أئمة الحرمين الشريفين ومؤذنيهما ووظائفهما.