|
الجزيرة - عبدالله أبا الجيش:
حظيت سيرة المفكر الإسلامي والمستشرق النمساوي محمد أسد أو ليبولد فايس قبل اعتناقه الإسلام والذي قطن الجزيرة العربية لمدة خمس سنوات باهتمام شريحة كبيرة من القراء والمطلعين سواء في العالم الإسلامي أو الغربي ولا تزال تغدق علينا منابع الفكر والمعرفة بالعديد من الإصدارات والمطبوعات عن هذه الشخصية والتي لم تتكشف عن جوانبها إلا النزر الق ليل, مما دعا إلى البحث مجددا في أغوار سيرة هذا المستشرق الجليل بشراكة إستراتيجية بين كل من وزارة التعليم العالي ومؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إذ أثمر هذا التعاون المتميز بإنتاج مؤلف ثمين عُنون باسم (محمد أسد-ليبولد فايس رحلاته إلى العالم العربي) أعطى هذه الشخصية حقها من الدراسة المستفيضة في مائة وعشرين صفحة قسم فيها الكتاب إلى خمسة أبواب إضافة إلى ملحق للصور ضمت في طياتها صور نادرة لمحمد أسد والمناطق التي زارها والذي بذل به سعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي السابق في النمسا والحالي في ألمانيا مع فريق العمل بمشروع الترجمة جهدا كبيرا ليخرج لنا هذا المؤلف النفيس عن محمد أسد. إذ لاقى إصدار الكتاب ثناء وإشادة كبار المؤرخين والمثقفين والمهتمين وعلى رأسهم كبير مؤرخي المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والذي أثنى في مكالمة هاتفية مع الدكتور عبدالرحمن الحميضي على الجهد الموفق والعمل المتميز المبذول في إخراج هذا الكتاب والذي اعتبره فريق عمل إعداد وترجمة الكتاب وسام فخر واعتزاز من شخصية بمقام الأمير سلمان بن عبدالعزيز .
يتمثل الكتاب الذي ترجم من الألمانية إلى العربية عن أجزاء من رسالة دكتوراه تقدم بها الأستاذ جونتر فيندهاجر عام 2006م إلى معهد الثقافة وعلم الاجتماع بجامعة فيينا, وقام فريق العمل باختيار بعض الأبواب والفصول من الرسالة وإضافة بعض الصور المؤرخة لتلك الحقبة الزمنية .إذ يتطرق الكتاب إلى رحلات محمد أسد في عدد من البلدان العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية و مرافقته للملك عبدالعزيز رحمه الله وخدمته للدولة السعودية والذي تزوج منها زوجته منيرة الشمري التي أنجبت منه ابنهما طلال؛ فيبدأ الكتاب بتقديم من الدكتور عبدالرحمن الحميضي الذي أشاد بفكرة الندوة العلمية المقامة من قبل مؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات عن محمد أسد منوها كذلك بالمهمة الجليلة التي حملتها وزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية على عاتقها ممثلة في معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري بإظهار والتعريف بالجوانب المميزة عن الحضارة العربية والإسلامية المتجسدة في رجالاتها من القادة والمثقفين والمفكرين, ساردا أهم المحطات في حياة محمد أسد وأبرز المؤلفات التي خطها كالطريق إلى مكة والمترجم إلى اثنتي عشرة لغة عالمية كان له الفضل بعد الله عزوجل في إسلام العديد من الناس.أما الدكتور جونتر فيندهاجر فقد كتب تميهدا للكتاب ذكر فيه أن هذا المؤلف يختلف عن سائر الكتب أو الأعمال التي تحدثت عن محمد أسد إذ استطاع فريق عمل إعداد وترجمة الكتاب جمع كل المقالات والمنشورات التي نشرها محمد أسد في عدد من الصحف الألمانية والسويسرية كما حقق نجاحاً غير مسبوق في هذا الكتاب تمثل بجمع فهرس ولأول مرة بسبعين مادة حول كتابات محمد أسد في الصحف ما بين عامي 1927م و1932م تنوعت بين تقرير للرحلات والقصص القصيرة والمقاطع الأدبية والوصفية عن الأشخاص والمناطق الجغرافية وتقارير عن الأوضاع السياسية بتلك البلدان وختم الدكتور جونتر تمهيده بشكره لكل من وزارة التعليم العالي ومؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ولفريق عمل الكتاب ترجمة الكتاب. وتميز الكتاب المقسم إلى خمسة أبواب بأسلوبه السلس والمبسط للوصول لعقل القارئ العربي, ففي الباب الأول والذي عنون باسم((محمد أسد)) تم سرد السيرة الحياتية لمحمد أسد بدء من مولده ونشأته بمدينة ليمبرغ الغاليزينية التابعة للإمبراطورية النمساوية والتي تقع اليوم في جمهورية أوكرانيا عام1900م في عائلة نشأت على اتقاليد اليهودية متطرقا هذا الفصل من الكتاب إلى تعليمه حيث حصل في أغلب الظن على الثانوية العامة وبين عامي 1918 و1920م قام بدراسة تاريخ الفنون والفلسفة في جامعة فيينا مهتما في تلك الفترة مع الأدب و الفنون وبات من أصدقائه الكاتب النمساوي الكبير انطون كو. ومن ثم انتقاله إلى فلسطين إذ شهد الصراعات المتزايدة بين المهاجرين اليهود والسكان العرب صافا إلى جانب العرب معبرا عن رفضه الصريح للصهيونية والتي اعتبرها شكلا من أشكال الاستعمار الأوروبي, واتسعت الرقعة الجغرافية لرحلات محمد أسد لتمتد إلى مصر والأردن وكان للقاءات التي قام بها ليبولد فايس آنذاك مع البدو العرب أثرا عميقا ومبعثا في النفس لاعتناق الإسلام وفي عام 1924م أصدر كتابه الأول باسم (الشرق اللا رومنسي-مذكرات رحلة) إذ عاد إلى توه لأوربا واستعد للقيام برحلة أخرى للشرق حيث استقر في مصر ومن ثم في سوريا التي سافر إليها عن طريق البحر من مصر و تلا ذلك زيارات لعدد من دول الجوار كالعراق وإيران وأفغانستان. أما قصة إسلامه فيرويها في كتابه (الطريق إلى مكة) إذ يقول: انتابني شعور غريب وأنا في قطار مترو برلين عام 1926م وكنت في ذلك اليوم برفقة زوجتي إلزا في عربة القطار وأنظر إلى وجوه الركاب الفارغة من أية دلالة وعندما عدت إلى منزلي وقعت عيني على المصحف المفتوح منذ الصباح وشخص بصري على سورة التكاثر فتملكني اليقين علمت يقينا أنني أمسك بكتاب وحي إلهي فهو ورغم تجليه للناس قبل 1300 سنة إلا أنه قد استشرف وبوضوح أمرا لم يظهر إلا في هذا العصر المعقد تكنيكيا والغارق في الأوهام. وبعد ذلك لم ينتظر فايس كثيرا حتى أشهر إسلامه في الجمعية الإسلامية ببرلين وتسمى بمحمد أسد, وصاحب إسلامه نقلة نوعية في عمله فأصبح يسيرا عليه أن يكون مراسلا لصحف رائدة في ألمانيا وسويسرا وهولندا, وفي عام 1927م رحل محمد أسد إلى مكة للحج وبرفقته زوجته إلزا وابن زوجته اهاينرش - أحمد شيمان واللذين اعتنقا الإسلام كذلك وصاحبت الرحلة حادثة مؤلمة بوفاة إلزا بعد إصابتها بمرض الملاريا, ومن ثم يعرج الكتاب على محطة مهمة في حياة محمد أسد أثناء إقامته بالجزيرة العربية إذ تزوج عام 1930م من السيدة منيرة بنت حسين الشمري, ويتطرق هذا الفصل إلى العلاقة الوثيقة التي جمعت محمد أسد بالأسرة المالكة خاصة بجلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- والأمير فيصل بن عبدالعزيز رحمهله الملك فيما بعد ويكمل الفصل الأول بسرد الرقعة الجغرافية التي تنقل فيها أسد بعد المملكة كالهند واسبانيا. أما الباب الثاني من الكتاب المعنون بـ(المصادر والأهداف المنهجية) فيشير إلى الفترة الممتدة بين عامي 1927و1932م التي تحظى بمساحة خاصة ورضا تام في سيرة محمد أسد إذ ذكر بنفسه بعد سنوات من مغادرته المملكة العربية السعودية أن الفترة التي قضاها بالمملكة كانت من أفضل سنين عمره وهي الفترة التي استفاض فيها تحليلا و تفصيلا في كتابه الشهير الطريق إلى مكة. وتلا ذلك الكتاب مقالات عديدة وثق فيها أهم أحداث العصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية كانتفاضة الإخوان من خلال النظرة السعودية, علما أن أغلب هذه المقالات والأخبار لم تنشر باسمه الجديد بعد إسلامه إنما نشرت تحت اسمه القديم ليبولد فايس وذلك يعود لأمور قانونية , ويبين هذا الفصل كذلك أهم المصادر التي قام عليها الكتاب ويأتي في مقدمتها مقالات محمد أسد والتي أرسلها لصحيفة كولنشيه تسايتونغ وصحيفة نويه تسورخه تسايتونغ وصحيفة دي تلغراف الامستردامية و غيرها العديد من الصحف والمجلات كما تم إعادة نشر مقالات له في مجلة دي اسلاميشه غيغنفارت (الحاضر الإسلامي). ويستعرض الباب الثالث. تفصيلا موسعا لرحلة الحج الأولى لمحمد أسد وزيارته لمصر واصفا رحلته من السويس إلى جدة ومن ثم سرد لذكريات بداية قدومه للمملكة في موضوع منفرد أسماه على عتبة الجزيرة العربية والتي قدم إليها عن طريق سفينة تقل الحجيج وأبدى إعجابه بمباني جدة ذات الأدوار المتعددة المطلية بالألوان الزاهية وشرفاتها الخشبية المزخرفة والنوافذ المتحركة ومشربيات متقنة الصنع اتخذت أشكالا هندسية رائعة وارتفع بين المباني العالية مئذنة تشق طريقها إلى عنان السماء كما لاحظ أبنية طويلة ناصعة البياض منخفضة الارتفاع والتي علم فيما بعد أنها مقر عزل الحجاج المرضى والتي بناها ابن سعود ملك شبه الجزيرة العربية للحجاج, ويستطرد الباب الثالث محتواه بالحديث عن جون فيلبي الضابط السياسي وموظف الحكومة المدنية للهند والمستشار غير الرسمي للملك عبدالعزيز فيما بعد.ومن ثم يأتي الحديث عن كتابه الطريق إلى مكة والذي روى فيه المفارقات والتغيرات قبل حكم الملك عبدالعزيز وبعده إذ يذكر أن الحجيج لم يشعروا باستتباب الأمن فقط الذي انعدم سابقا بل كذلك ما شمل البلاد من خدمات عصرية فشيدت المرافق الصحية وأدخلت العربات الآلية وتغيربشل كلي البنية التحتية للمملكة ويكمل الباب الثالث بذكر الانطباعات الأولى له عن مكة وعن العمرة والمشاهد الروحانية التي اختزلتها ذاكرة محمد أسد لدى مشاهدته للمسجد الحرام لأول مرة ذاكرا أن عدد الحجاج زاد بعد توحيد المملكة لما شهدته البلاد من أمن وأمان غير مسبوق واصفا جغرافيا واجتماعيا كل من مكة وعرفات ومزدلفة ومنى راويا الفاجعة التي ألمت به في وفاة زوجته إلزا بمكة. وبعد ذلك يأتي الحدث الأبرز في حياة محمد أسد وذلك عند لقائه التاريخي بجلالة الملك عبدالعزيز وابنه الأمير فيصل ويذكر محمد أسد قصة لقائه الأول بالملك فيصل بن عبدالعزيز عندما كان نائبا لأبيه على الحجاز عندما التقاه في المسجد قبل صلاة الظهر عندما جاء إلى المسجد محاطا بثلة من حراسه البدو ليأخذ مكانه دون تكلف بين أصحابه الجالسين مرتسمة على وجهه ابتسامة متواضعة ملؤها الحياء ملقيا علي التحية عند مغادرته المكان وهو الغريب دون تكلف وبساطة من الفيصل تليق بأمير وصاحب سمو ملكي, وفي اليوم التالي استقبل الأمير فيصل محمد أسد وقدم له القهوة العربية وتبادلا أطراف الحديث حول أوروبا وشبه الجزيرة العربية وبعد ذلك اللقاء وصف أسد الأمير فيصل بمقالة في صحيفة كولنشيه تسايتونغ في يوليو عام 1927م قائلا: (إنه وبالرغم عدم تجاوزه الاثنين والعشرين ربيعا من عمره, وخلو وجهه من لحية, إلا أنه يتولى منصب حاكم الحجاز بوقار وحكمة) بل حتى أن الدبلوماسي الألماني محمد أمان هوبوم علق على العلاقة التي جمعت بين الأمير فيصل وأسد بقوله: (بعد أن خلف الأمير فيصل أخاه سعود بالحكم ليصبح ملكا للمملكة العربية السعودية كيف كان أسد يشعر بالاعتزاز بمعاملة الملك الأخوية له). وأثار لقاء أسد بالأمير فيصل رغبة بلقاء الملك عبدالعزيز وأخطر الأمير فيصل بذلك وفي اليوم التالي تم له ذلك إذ قدم إليه أحد رجال الأمير عربة من أجل زيارة الملك, وعند وصوله للقصر الملكي أدخل في صالة الانتظار وطلب منه الانتظار حتى يأذن له بالدخول على الملك وما لبث حتى أن نودي عليه للدخول على الملك فيروي أنه دخل إلى قاعة كانت شبيهة بسابقتها إلا أنها كانت أكثر نورا ومفتوحة بشكل كامل على الحديقة فرشت أرضها بسجاد فارسي وفي إحدى زواياها نافذة تطل على الطريق وإذ بالملك متربعا على كنبة وقد جلس أمامه على الأرض أحد أمناء سره الذي كان يكتب ما يملى عليه وعندما دخلت وقف الملك ورحب بي بكلتا يديه وقال: أهلا فتملتثانية قامته المديدة ثم عاد إلى جلوسه وأومأ بنظرة اعتذار على جهة أمين سره وقال: لحظة فقط الرسالة شارفت على الانتهاء, ومع أنه تابع إملاء الرسالة إلا أنه بدأ المحادثة دون أن تختلط عليه الأفكار بعد تبادل بضع الكلمات ناوله أسد رسالة تزكية فشرع بقراءتها ليقوم بعمل ثالث في الوقت نفسه ثم قام إلى جانب الإملاء والمحادثة وقراءة الرسالة بقرع الجرس للخادم ليدخل إليه ويسر بكلمات في أذنه. قدمت القهوة وعندما انتهى من الإملاء وصرف أمين سره التفت إلى محمد أسد وحده وفي هذه اللحظة يذكر أسد أنه نظر وبإمعان إلى وجه جميل ممتلئ وملامح معبرة عن الطيب ودماثة الخلق وجبهة عريضة وفم صغير مكتنز وشفتين عريضتين فيهما لين ولطف فيروي إن هذا الفم يتحدث دون أن يبوح بشيء (لم أولد ملكا وإنما كولد لأحد المنفيين قاتلت من أجل ملكي ونظرت له وكونته بكلتا يدي كما يكون الفنان لوحته ولأني قاسيت المرارة في الصغر فقد وفر علي القدرة مرارا أن أكون الوريث هذا هو السر, فعبدالعزيز آل سعود لم يكن وريثا للملك ولكنه كان صانعا له فهو الملك الذي لا ملك قبله).
ويمضي الكتاب بصفحاته النفيسة إلى الباب الرابع والتي ذكر فيها رحلات أسد إلى قلب شبه الجزيرة العربية إلى الربع الخالي والنفوذ وإلى حائل وبريدة ووادي بيشة وروشان ونمران ومن رافقهم من مرشدين طوال هذه الرحلة كسعد بن عيسى ومنصور العساف وفي زيارتهم للرياض يصف محمد أسد المنطقة التي مروا بها عند مشارف المدينة وذلك بعد مرورهم على آثار مدينة الدرعية إذ بدأ الطريق بالاتساع وازداد عدد الناس وكذلك الإبل وسبقهم بالوصول للرياض مرشدهم سعد بن عيسى المرافق لهم بأمر من أمير حائل عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي ليبلغ الملك بقدومهم. إذ أقام أسد ستة أشهر بالرياض وذكر أسد أن المطر خلال إقامته من منتصف ديسمبر وحتى ربيع عام 1928م لم يهطل إلا نادرا.
وفي عام 1929م كتب أسد مقالا بعنوان (الملك) يحتوي على صورة للملك عبدالعزيز ومعلومات عن والده الإمام عبدالرحمن. وفي الباب الخامس من الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الاجتماعية ودورها في ديوان الملك عبدالعزيز إذ يذكر أن الملك بعد أن فتح الحجاز أحضر خبراء ومستشارين من الخارج وخاصة من مصر ولبنان وسورية والعراق , كما تطرق الكتاب إلى قصة زواج محمد أسد من منيرة الشمري علما أن أسد قد تزوج عدة مرات إذ كان زواجه الأول في الرياض والثاني كان مع فتاة مطيرية في المدينة المنورة اسمها رقية وهذان الزواجان لم يستمرا طويلا خاصة مع رقية. وفي عام 1930م تزوج منيرة بنت حسين الشمري بالمدينة المنورة ومنيرة ولدت في حائل ثم انتقلت للمدينة المنورة.
ويتعرج الباب الخامس أيضا لمهمة أسد السرية في الكويت والتي كانت بتكليف من الملك عبدالعزيز لاستكشاف مصدر الدعم المالي للمتمردين من الإخوان على الحدود الكويتية والذي اتضح أن السلاح كان يشترى من الإنجليز بـ200 جنيه والدعم كان يأتي عن طريق الكويت.
كما تناول الفصل مقالة أوربيان في الديوان الملكي يقصد بهما نفسه محمد أسد وعبدالله فيلبي, وفي ختامة الباب يتطرق الكتاب لسفر محمد أسد إلى الهند للتعرف على الجماعات الأسلامية هناك, وبعد هذا السرد المقل واللمحة الموجزة عن هذا السفر النفيس والذي يعد توثيقا وحفظا لحقبة مهمة في التاريخ علاوة على أنه يعد مرجعا للباحثين في أغوار هذه الشخصية الفذة والتي نجح فريق عمل ترجمة هذا الكتاب بإخراجه للعيان بتنظيم بارع ومعلومات دقيقة موثقة بالمصادر والشواهد إضافة إلى ما احتواه من صور نادرة تمثل جميع الوقائع والأحداث التي دارت في دفتي الكتاب.