إن تسمية المعركة (حجارة السجيل)، جعل المسلم المتابع، يتصور الصواريخ الفلسطينية وهي تضرب المدن (الإسرائيلية) الفلسطينية المحتلة؛ كمشهد يحاكي التصوير القرآني لطيور الأبابيل وهي ترمي حجارة من سجيل على أصحاب الفيل...، وهناك أهداف عديدة جعلت إسرائيل تفتعل أسباب هذه المعركة ومنها: حاجتها إلى الاختبار العملي لمدى فعالية نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي المعروف بـ (القبة الحديدية)، الذي حقق نسبة نجاح قدرها ثمانون في المائة ضد الصواريخ الفلسطينية، ويظل المستهدف، لإسرائيل، ترقية الكفاءة للـ (القبة الحديدية) إلى أقصى درجة، للحماية من الصواريخ الإيرانية المنتظرة كرد فعل إيراني للضربة الأمريكية - الإسرائيلية المحتملة على المواقع النووية الإيرانية... والمراقب للحروب الاسرائيلية، يلحظ أن إسرائيل تحرص دائماً أن تكون حروبها مع العرب أياماً معدودة، تطمع خلالها تحقيق أهدافها المنشودة قبل الهدنة، وتحرص خلال الساعات الأخيرة من مفاوضات الهدنة على تكثيف غاراتها الجوية، لاستكمال تحقيق قائمة الأهداف، فمثلاً: حرب عام السبعة والستين مع العرب استغرقت ستة أيام، واشتهرت بحرب الأيام الستة، وحرب أكتوبر عام الثلاثة والسبعين ابتدأتها مصر، غير أن الجيش الإسرائيلي البري اخترق الجيش المصري المنتشر في سيناء، آنذاك، نشأ عنه اتفاق الهدنة؛ تمت خلال ثمانية أيام، وحرب غزة في عام ألفين وثمانية، وحرب (حجارة السجيل)؛ كلاهما استغرق ثمانية أيام.. وعبر السنوات، منذ حرب الأيام الستة، استطاعت إسرائيل تطوير نظام (القبة الحديدية) وهو اصطياد الصواريخ القادمة في الجو عند دخولها المنطقة المحمية، وهي الدولة الوحيدة التي تمتلك مثل هذا النظام، بإدارة إلكترونية متكاملة، وبالمقارنة، نستطيع قياس درجات التطور للكفاءة العسكرية التي حققتها الدول المتاخمة لإسرائيل أو (دول المواجهة) كما يعرف سياسيا؛ فمثلاً: سوريا ابتكرت طريقة وحشية في قتل شعبها، يتمثل في قذف براميل مليئة بالبارود من الطائرات لترتطم بالأرض وتنفجر بين المدنيين العزل، وبسببها أصبح يعرف بشار الأسد بين افراد الجيش الحر، بـ(أبو البراميل)، بينما الأردن ظل محافظا على عقيدة الضبط والربط العسكري التي اشتهر بها جيش المشاة الأردني، مع اهتمامه التقليدي بالخيالة؛ ومصر تعمل على تكديس نوعية من العتاد العسكري، تتناسب كفاءته، عكسياً مع نظام المعركة الحديث، ولم نسمع أو نشاهد خلال تمارينلجيش المصري، عن استعراض أسلحة حديثة من الانتاج المحلي، على الرغم من العراقة التي تتمتع بها الهيئة المصرية للتصنيع والإنتاج الحربي، والشهرة التي حظيت بها، كما صورتها الأفلام المصرية.
الخلاصة
على الرغم أن الحصار الخانق المفروض على غزة دخل عامه الخامس، استطاعت ورش الحدادة في غزة، تحقيق المفاجأة خلال معركة (حجارة السجيل) بإطلاق صواريخ وصل مداها إلى ثمانين كيلو متراً، ضربت قلب مدينة القدس، بقوة تفجير خارقة للحوائط الخرسانية المسلحة، وكنتيجة لهذه المفاجأة المذهلة، جعلت إسرائيل تشك في امتلاك الفلسطينيين لمفاجأة أخرى؛ صواريخ مضادة للدروع؛ جعلها تحجم عن شن الهجوم البري على غزة... وخلال المعركة، استطاع الفلسطينيون إسقاط طائرة استطلاع
إسرائيلية دون طيار، نظراً لبطء طيرانها وانخفاض ارتفاعها؛ وبناء عليه لن تتوانى إسرائيل عند تقييمها العسكري لمعركة (حجارة السجيل)؛ افتراض النتيجة: أن ورش الحدادة في غزة، ستتمكن مستقبلا من إنتاج صواريخ محمولة على الكتف، قادرة على إصابة طائراتها الحربية في سماء غزة.
khalid.alheji@gmail.comTwitter@khalialheji