فاصلة:
(الضربة التي لا تميتني تقويني)
- البير كامو -
في الحياة لا توجد ضربة قاضية سوى الموت، أما ما عدا ذلك فضربات وإن كانت قاسية إلا أنهَّا لا تميت إنما يتوَّقف أثرها على ما نسمح لها به من تأثير.
الحياة لا تتوَّقف لفقد حبيب أو غدره ولا تقف عقارب الساعة لغدر صديق أو فقده إنما الصدمة التي تفقد الإنسان توازنه حتَّى يستوعبها من دون أي مؤثِّرات عاطفية أو انفعالية.
في الصَّدمات والأزمات جوانب إيجابية لا نلتفت إليها في الوهلة الأولى لكن أن تأمَّلنا الصدمة أو الأزمة وجدنا أن هناك جانبًا إيجابيا دائمًا.
حينما يغدر بك صديق وتكتشف غدره فأنت محظوظ إذ لم تبق مغفلاً زمنًا أطول، وحين تفقد حبيبا فهناك حكمة إلهية لهذا الفقد.
الأشياء ليست كما هي، بل كما نراها، لذلك فالصَّدمات ليست صدمات إلا حين نراها كذلك. والأزمات ليست مصائب إلا حين نلبسها لباس الألم.
أصل الحياة أنهَّا محطات ومفهوم السعادة المستمر أو الفرح الدائم لا يتناسب مع طبيعة الحياة ومعيشة الإنسان فيها.
لكنَّ هناك فرقًا بين أن اجتر الأحزان وامتضغها في حياتي أو أجعلها محطة تأمل أتعلم منها كيف لا أسقط المرة الأخرى وكيف لو سقطت أعود فاقف من جديد؟.
الاعتماد على النَّاس أو إدمان الأحبة مرحلة صعبة من عدم النضج العاطفي، لأن العاطفة لا تعني الإدمان بل هي إشباع الاحتياجات فإن لم تشبَّع انتهت العاطفة أو تحوَّلت إلى سيل من العذابات.
والحياة لا تحتمل أن نعيشها وسط آلام نخلقها ونشكلها بإرادتنا. الحياة محطة لا تحتمل إلا أن نعيشها في حركة دائمة وطاقة متجدِّدة من الحبِّ والأمان النفسي الداخلي.
nahedsb@hotmail.com