في أجواء «الربيع العربي» وأعاصيره وغبار ثوراته التي لم تتضح معالم نتائجها بعد يسأل متابعو الأحداث من الإعلاميين الغربيين مستفسرين: كيف أنتم وملككم؟ وماذا تتوقعون أن يحدث؟ هل أموركم مستقرة في الحقيقة؟
لست مطلعة على أي تقارير إعلامية تؤكد ما هي «الحقيقة!» فكل التقارير والبحوث هي في النهاية تكهنات تبنى على ما يراه أو يرغب فيه الباحثون أو طالبو التقارير؛ ولكني أتبين في نبرة السؤال توقعهم أن سيسمعون اعترافاً سرياً بأن ما نسرّ إليهم هو المضمر غير المعلن على الملأ من الولاء المطلوب!! وأصرّ أن المضمر والمعلن في حال أغلب من أعرف هو اعتراف صادق بالحب لرجل يستحقه: ملكنا يرقد على السرير الأبيض ونحن ندعو له من القلب أن يقوم بالسلامة مشافى معافى شفاء تاما.. ليس لأنه ملكنا بل لأنه رجل نحبه!
ولم لا؟ هو رجل يستحق الحب فعلاً، ففي زمن التباعد والتباغض والتشدد, ونرجسية الرؤساء, وأنانية رجل الشارع في اختيار الانتماء لحماية المكاسب الفردية والفئوية, حظيظون نحن بملكنا الحكيم الطيب عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤمن بمسؤوليته أمام الله لا أمام البشر وينادي بالمحبة والحوار والتقارب وبساطة التواصل مع الجميع.
رجل فذ، لن أقول: إنه بلا أعداء فكل داع للصدق والنقاء له أعداء جلب له عداؤهم كونه تسبب بصدقه -دون تقصد فردي ناقم- في فقدهم لمميزات خصصوها لأنفسهم بمعايير أنانيتهم، ولكني أجزم أنه من تحبه بصدق الغالبية في كل الفئات الرجال والنساء والأطفال والشباب في كل المناطق بهذا الوطن الممتد بخاصة المستضعفون.
ذكّرت السائلين: وضعه تقرير مجلة فوربز الأمريكية قبل عامين في الموقع الثالث من حيث النفوذ والتأثير عالمياً. والأهم من تقرير خارجي أنه قبل ذلك فاز هذا الرجل الجميل ببساطته بأهم جائزة ينالها أي رئيس: حب مواطنيه له بصدق! وفي مسيرة التاريخ العالمي قلة من فعلوا فنالوا الاحترام والتقدير خارجيا, والحب داخليا. ولهذا يرى الراصدون للرأي العالمي أن هذا الرجل المستشرف للمستقبل الأفضل والمؤمن بمصافحة الآخرين، هذا الملك الجليل خادم الحرمين الشريفين وصاحب المبادرة العربية للسلام، والمؤسس على أرض ثول جامعته العالمية للعلم والتقنية «كاوست» الجادة التوجه مركزة على البحث العلمي، والمضيف المرحب الداعي إلى مؤتمرات الحوار الفكري الوطني محلياً وحوار الأديان كونياً, يستحق بجدارة وهو يقف بين أوائل الأفراد الأقوى تأثيراً في مجريات الأمور ورؤية العالم ووجهته المستقبلية أن نحبه.
يحترمه الشرق والغرب ومواطنوه. وتقدير العارفين له ليس مستغرباً؛ فقد جاء بشيء لم يأتِ به الغير غرباً أو شرقاً ممن يشار إليهم عادة كقدوة في قراراتهم لتطوير مجتمعهم الحميم أو العالم.. جاء بفكرة إعادة التأهيل, بدءاً بالتثقيف وتغيير منطلقات الحكم على الآخر المختلف, وانتهاءً بالاحترام المتبادل والتعامل الحضاري.
وهو بالإضافة لذلك داعم المرأة في عصر شعارات تغييبها, ومصر على تمكينها من القيام بدورها في بناء الوطن كطاقة مؤهلة ومليئة بقدرة العطاء. ونحن في انتظار تنفيذ آخر ما قرره لها رسميا: مشاركتها بعضوية فاعلة في مجلس الشورى في الدورة القادمة.
فكم نحن محظوظون بأنه - أطال الله عهده الميمون - قائدنا نحن بالذات في مسيرة البناء؟
شافاه الله وعافاه وأتم نعمته عليه بالصحة التامة وعلينا بمواصلة المسيرة لتحقيق مرئياته لإرضاء الله وإسعاد المواطنين.