|
الجزيرة - أحمد القرني:
نيابة عن معالي وزير الصحة الرئيس التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة افتتح وكيل وزارة الصحة العامة الدكتور زياد بن أحمد ميمش حفل فعاليات الاجتماع الأول للجنة الفنية لصياغة الإستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز الذي بدأ في العاصمة الرياض مساء أمس تحت مظلة جامعة الدول العربية بالتعاون مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومنظمة الصحة العالمية، وأكد في كلمة معالي وزير الصحة، أن المملكة تتابع بقلق زيادة معدل الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري « الإيدز « في بعض دول المنطقة وزيادة الوفيات الناتجة منه خصوصا بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مما يعكس وجود المخاطر والمحددات السلوكية والاجتماعية التي ساهمت في انتشاره، وأضاف أن كثير من البلدان لم تستفد مما توصل إليه العالم من وسائل وطرق فعالة تؤدي إلى انحصار الوباء وتحسن أوضاع المتعايشين مع المرض الصحية والاجتماعية في كثير من بلدان العالم .وأوضح معاليه أن الوضع الوبائي والاجتماعي المتمثل في استمرار زيادة معدلات الإصابة وضعف خدمات العلاج والرعاية المقدمة لضحاياه من المصابين وأسرهم في المنطقة دفع المملكة من منطلق دورها الريادي لاتخاذ خطوات لتقوية الاستجابة الإقليمية للدول العربية وتمثل ذلك في تبني المبادرة السعودية الخليجية لمكافحة الإيدز ثم المبادرة السعودية العربية التي نالت استحسان وتقدير وزراء الصحة في الدول العربية وشاركوا في صياغة توصياتها خلال العام المنصرم في الرياض، وقال معاليه اليوم أنتم تتوجون هذه المبادرات بالجلوس معا لتحديد الآليات والبرامج لتفعيل تلك الرؤى من خلال صياغة خارطة طريق واضحة المعالم تنبثق منها نتائج يمكن تحقيقها وفقاً لجدول زمني محدد تتكامل مع الجهود العالمية والإقليمية الأخرى للحد من وباء الإيدز ومضاعفاته».
من جهتها حددت الدكتور سناء فلمبان مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في وزارة الصحة في المملكة خلال الكلمة التي ألقتها عددا من الأمور الهامة حول تفعيل إستراتيجية العمل المشترك بين دول العربية في مجال مكافحة الإيدز ومنها وضع جميع الاستراتجيات والالتزامات الدولية والإقليمية الخاصة الإيدز في عين الاعتبار والاسترشاد بها لضمان تناغم الأهداف والوسائل والبرامج وتقليل الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة بصورة مثلى.وأضافت:» يجب مراعاة الخصوصية لمجتمعاتنا وموروثاتها والثقافات المحلية ووضعية الدول المختلفة من حيث تطور انتشار العدوى ومراحل العمل المتاحة حاليا، مؤكدة على ضرورة العمل الجماعي وفقا لخارطة الطريق المحددة للمعالم والمراحل المحلية المختلفة والتي تركز أساسا على التعامل المباشر مع بؤر الوباء الحقيقية واستهداف المجموعات الأكثر عرضة مع مراعاة إمكانية التطبيق واعتبار البنية التحتية والموارد المتوفرة والمردود منها وتقبل المجتمع لها.وختمت الدكتورة فلمبان حديثها بأهمية إشراك القطاعات غير الصحية ومؤسسات المجتمع المدني وتقوية تفاعل القطاعات غير الحكومية للقيام بدورها في هذا المجال، موضحة أن المشاركين في الاجتماع لهم من الخبرة والتجربة والعلم ما يمكنهم من تشخيص العلل وإدراك العقبات والمخاطر المرتبطة بهذا الوباء ومقدرتهم على تحديد المعالجات المناسبة، كما ندرك أن الجميع يمتلكون الكفاءة والهمة الكافية لمجابهة التحديات».من جانبها، أوضحت ليلى نجم الوزير المفوض ومدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية في جامعة الدول العربية، أن الجهود الوطنية التي تبذلها الدول العربية لمجابة فيروس مرض الإيدز لا تزال تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتكامل في مجالات الوقاية والعلاج وإتاحة خدمات الرعاية والدعم الخاصة بهم مع توسيع إطار التعاون مع منظمات الأمم المتحدة التي تقدم الدعم التقني والمالي لتعزيز قدرة المؤسسات الوطنية، وقالت:» إننا بحاجة إلى مزيد من الجهود في مجال توفير خدمات المشورة وتغطية العلاج ذات الأثر الإيجابي على حياة المتعايشين وخاصة الحوامل من أجل الوقاية من انتقال الفيروس من الأم للطفل، وكذلك في مجال البحوث والدراسات الخاصة بفيروس المرض، إضافة إلى العمل الجاد لتوفير المعلومات والبيانات الدقيقة خاصة زيادة معدلات انتشار مرض الإيدز».
ودعت الوزيرة نجم إلى إيجاد منظومة متكاملة تسعى للحد من الفقر ورفع مستوى التعليم والوعي ومواجهة التمييز وتحسين المستوى الصحي والاهتمام بالصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد لتحقيق كافة الأهداف التنموية للألفية المترابطة، مؤكدة على أهمية دور وسائل الأعلام والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية في رفع درجة الوعي العام في كافة القضايا التنموية وخاصة المرتبطة بالصحة وفق مرجعية علمية من ذوي الاختصاص.وذكرت أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب في دورته غير العادية في أكتوبر 2012 أقر بتبني مبادرة وزارة الصحة في المملكة واعتماد وثيقة الرياض لمكافحة الإيدز في دول مجلس التعاون، واعتماد توصيات الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية لمكافحة الإيدز الذي عقد في نوفمبر 2011 في العاصمة الرياض تحت مظلة جامعة الدول العربية برعاية معالي الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، الذي يعد هذا الاجتماع تنفيذا لتوصياته لإعداد إستراتيجية عربية لمكافحة الإيدز، وذلك استرشادا بالقرارات والإعلانات والوثائق العربية والإقليمية والدولية الصادرة بشأن مكافحة فيروس الإيدز.وأشارت أ. نجم إلى أن المستجدات التي تواجه المنطقة العربية وتداعياتها على الأحوال الصحية وخاصة في الدول المستضيفة للاجئين السوريين وتمثل النساء والأطفال النسبة الأكبر منهم وتتطلب حالة الطوارئ هذه تقديم الدعم الفني والمالي لمنع انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية وسط مخيمات اللاجئين . كما تحدثت في الحفل السيدة جان بيجل نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز حيث تطرقت في كلمتها عن الإعلان السياسي لعام 2011م للأمم المتحدة عن فيروس نقص المناعة البشري (الفرص والتحديات) .وفي السياق ذاته اقترح الدكتور مصطفى طيان ممثل منظمة الصحة العالمية لدى المملكة العربية السعودية، تعزيز النقاش حول الالتزام السياسي وتوفير الدعم المالي اللازم، من خلال إشراك ممثلي من وزارات المالية في الدول العربية لبلورة تم الاتفاق عليه من الالتزام السياسي والدعم المالي الذي سيسرع من تفعيل تطبيق الإجراءات الضرورية اللازمة لمكافحة انتشار مرض الايدز.وتخلل الحفل الإعلان عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز التي وقعها معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، إضافة إلى إطلاق الويب سايت الخاص لدعم مكافحة الايدز على الفيسبوك، كما تسلم الكتور زياد ميمش نيابة عن وزير الصحة الدرع الخاص بالمناسبة، ومن ثم قام بتكريم الجهات المنظمة والراعية للحفل.