|
حائل - عبدالعزيز العيادة:
تواصلت سحابة (ابن ليلا) وكأن لها موعدًا دائمًا مع المطر وهذه المرة باتجاه العلم والبحث العلمي وجامعة حائل فامتزجت روعة وسخاء الدكتور ناصر الرشيد بطموح الشباب وبانطلاقة جامعة حائل في سماء التميز والتحليق من أجل الوطن والعلم والناس وشهدت (الجزيرة) قصة توأمة جديدة بين رجل بحجم أمة فكرًا وعطاءً وطنيًا وبين جامعة ناشئة وطموحة اختارها من جديد بعد نجاح كرسي البحث العلمي الذي اطلقه فيها قبل سنوات ليأتي اليوم ويقول: ليس للنجاح إلا مكافأة، ومكافأة جامعة حائل اطلاق كرسي رواد المستقبل وكرسي دراسات حائل وكأنه يفتح نافذة جديدة على المستقبل وعلى الشباب وعلى حائل الأم التي لم ينسها فكما سكنها سنوات ها هي في قلبه تسكنه ليؤكد بمبادرته وثقته أن جامعة حائل تسير من نجاح إلى نجاح وهي تحصد ثمار جهودها وتكسب شهادة جديدة من خلال كرسي معالي الدكتور ناصر الرشيد، إنها لحظات تاريخية لا تنسى بعد أن وقع معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم ومعالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد اتفاقيتي إنشاء كرسي بحث علمي لصالح رواد المستقبل من شباب الوطن وكرسي بحث علمي لدراسات حائل من منظور علمي شامل وإجراء الدراسات العلمية لكل المجالات التي تسهم في تطور المنطقة ودعم مختلف الفئات الاجتماعية بحضور وكيل جامعة حائل للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عثمان بن صالح العامر ومدير عام مكتب الدكتور ناصر الرشيد الأستاذ صالح بن إبراهيم الرشيد.
وأعرب معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم عن شكره لمعالي الدكتور ناصر الرشيد مؤكداً أن تواصل دعمه للكراسي العلمية في جامعة حائل تأكيد على الدور الريادي الداعم الذي يقدمه للكراسي العلمية في الجامعات السعودية والجامعات العالمية وتأكيد لثقته في جامعة حائل ودورها العلمي وحرصها على جودة البحوث العلمية وإفادتها للمجتمع المحلي.
وكشف الدكتور خليل البراهيم عن برامج خدمية متقدمة ستضطلع بها الجامعة في الفترة المقبلة والمتمثلة باطلاق حزمة من الخدمات الطبية بواسطة استشاريين من مختلف التخصصات من أبناء منطقة حائل العاملين في المستشفيات التخصصية في مناطق المملكة بالإضافة إلى استشاري وأطباء جامعة حائل وقال معاليه: إن نجاح كرسي الدكتور ناصر الرشيد لأبحاث أمراض الكلى والوقاية منها أسس لنجاحات جديدة بإذن الله ستكون عبر الكرسيين لرواد المستقبل ودراسات حائل بدعم وتمويل من الدكتور ناصر الرشيد مؤكداً أن التوجه للشباب ودعمه وإلى شمولية الدراسات والبحوث عن حائل.
وأكد معالي الدكتور ناصر الرشيد على أهمية الكراسي العلمية وأهمية دعمها مشيراً إلى أن جامعة حائل على الرغم من أنها من الجامعات الناشئة إلا أنها استطاعت في وقت قصير من كسب الثقة والتميز في الجانب العلمي وفي الكراسي البحثية معتزا بما قدمته الجامعة وكرسي معاليه في جامعة حائل عن أمراض الكلى والوقاية منها متطلعاً إلى أن يسهم كرسي رواد المستقبل وكرسي دراسات حائل بإسهامات بحثية وعلمية فاعلة تفيد الوطن والمنطقة والمجتمع .
دعم الشباب وتهيئتهم للمستقبل
من جانبه ذكر وكيل جامعة حائل للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عثمان بن صالح العامر أن جامعة حائل تدخل من خلال كرسي الدكتور ناصر الرشيد لرواد المستقبل حيز خدمة ودعم الشباب وتهيئتهم للمستقبل فيما تفتح جماعة حائل في كرسي الدكتور ناصر الرشيد لدراسات حائل أوسع أبواب المعرفة والبحث العلمي الدقيق لدراسات حائل ودعم الدارسين لها في مختلف المجالات مؤكدا أن معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم حريص على أن تكون مخرجات هذه الكراسي ملموسة وفاعلة في خدمة الوطن ورفع مستوى وجودة الأبحاث بما يحقق الفائدة المأمولة وقدم الدكتور العامر شكره لمعالي الدكتور الإنسان والمتفاني في خدمة الوطن ودعم الكراسي العلمية الدكتور ناصر الرشيد وقال: باسم كل الباحثين والدارسين والمهتمين برواد المستقبل وبدراسات حائل نقول من القلب شكراً معالي الدكتور، فقد أثبت بالأفعال والمبادرات المتواصلة بأنك قدوة صالحة وبذرة خير وسحابة جود لا تتكرر
وتواصل جامعة حائل جهودها البحثية وأعمالها الميدانية لخدمة المنطقة فبتوجيه من معالي مدير الجامعة الدكتور خليل البراهيم، أطلق كرسي ناصر الرشيد، لأبحاث الفشل الكلوي حملات المسح الشامل لأمراض الكلى في منطقة حائل، وتستهدف هذه الحملة 10.000 شخص من منطقة حائل وتعد الأولى من نوعها في مجال أبحاث الفشل الكلوي. وتهدف إلى تقدير معدل انتشار الفشل الكلوي المزمن في منطقة حائل ومعدل انتشار الفشل الكلوي المزمن غير المرئي في حائل، والتعرف على الأسباب المؤدية للفشل الكلوي المزمن في حائل، وتقصي التغييرات قبل السرطانية في الجهاز الكلوي باستعمال الفحص الخلوي للبول وفحص الدم والكشف السريري على أهالي المنطقة. وتم تدريب طلاب وطالبات كلية الطب في الجامعة على العمل البحثي الميداني من خلال مشاركتهم في هذه الحملة. مبينا أن الحملة ابتدأت من قرية أم القلبان وتلتها حملة لمحافظة القاعد حيث تم الكشف على 300 شخص. وقد بدأت النتائج الأولية في الظهور حيث وجد أن نسبة المصابين بارتفاع في الأملاح والبولينا حوالي 10 % ونسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم 15% وكذلك نسبة المصابين بارتفاع في السكر قد تجاوزت 49% بينما عكست النتائج وجود 17% من المدخنين في أفراد العينة. وسيستمر المسح ليشمل جميع منطقة حائل وقراها لإكمال العدد المطلوب.
صرح بذلك البروفيسور عودة الحازمي المشرف على الكرسي، الجدير بالذكر أنه يشرف على هذا المشروع عدد من المتخصصين من الكليات الصحية على رأسهم رئيس المشروع د. إبراهيم قناوي - الخبير في المسوحات الطبية وعميد كلية العلوم الطبية التطبيقية د. إبراهيم الشنقيطي وعميد الكلية الصحية د. محمد المقبل ووكيلة كلية الطب شطر الطالبات الدكتورة تهاني التميمي.
تفاعل الإنسان والمكان
ويأتي كرسي الدكتور ناصر الرشيد لدراسات حائل ليفتح آفاقاً أرحب للباحثين فالكيان الوطني يرتكز على ركيزتين تمثلان قاعدتين لبناء الأوطان وهما المكان والإنسان وبتفاعل الإنسان مع المكان يصنع تاريخاً موثقاً لوطنه وحضارته بأبعادها الفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تسطرها القيادة في مشروعات النهضة الحضارية والوطنية المتتالية والمتوازية لتحقق للدولة المكانة التي يتطلع إليها في السباق التنافسي الذي يعتبر السمة الدائمة في مسيرة المجتمعات البشرية المعاصرة، وعليه فإن بناء الإنسان وتأكيد قيمة المكان مصدران متجددان لتكوين العاطفة الوطنية، وترسيخ الاتجاهات، وصياغة الوعي وتشكيل الصورة الذهنية للأجيال المتعاقبة ولاءً وانتماءً، وطنية ومواطنة وللجامعة دورها الوطني الذي يترجم رؤية القيادة وسياسة الدولة في بناء الإنسان وتنمية المكان وبيئتها المحيطة وبوصفها الكيان الأكاديمي المنوط به دعم وتعزيز متطلبات مجتمع المعرفة من خلال مشاريع بحثية توفر الأرضية المعرفية عن طبيعة المكان وخصائصه، والإنسان وثقافته، والبيئة وتحدياتها، والتنمية ومتطلباتها، وكيفية توظيف هذا المنتج المعرفي في خدمة الوطن.
وفي هذا السياق يأتي كرسي الدكتور ناصر الرشيد لدراسات حائل وأبحاثها كمطلب ملح وضرورة تنموية وفريضة وطنية وعلمية معاصرة لإنتاج الموسوعات المتخصصة ودوائر المعارف التي تقتنيها المؤسسات والهيئات ومراكز المعلومات من جهة ووثيقة معبرة عن حائل كجزء من الوطن الغالي تهدى إلى أجهزة الحكم ودوائر خدمة صناعة القرار والمعنية بالمنطقة. وتنبثق رؤية الكرسي من أجل مجتمع معرفي منتج يفخر بانتمائه ويعتز بمنجزاته ويتحمل مسؤوليته ويؤدي دوره في تحقيق آماله على أسس علمية ومعايير وطنية والرسالة كيان بحثي أكاديمي مؤسسي متخصص في دراسة حائل الإنسان والمكان وتفاعلهما في الإطار الوطني ببعديه الإقليمي والعالمي.
توثيق الإنجازات بمختلف الميادين
وتستند أهمية المشروع إلى الارتكاز على قاعدتين تجمع بين جغرافية المكان الطبيعية بكل ما تشمله حسب الأصول العلمية والأطر المنهجية من جهة والإنسان ودراسته حسب ما هو مستقر في أصول ومبادئ الدراسات الاجتماعية والنفسية والثقافية والفكرية من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة أثر التفاعل بين المكان والإنسان في الحاضر والمستقبل وما يلزم ذلك من توجهات كمنبع متجدد لما يمكن أن يبدع من برامج على مختلف المسارات (إعلام - تربية - محافل - فكر - ثقافة - فن - سياحة - أدب - اقتصاد واستثمار - وغيرها مما يرتبط بحياة الإنسان ونشاطاته). ومن أبرز الأهداف التي يسعى إليها الكرسي توثيق الإنجازات بمختلف ميادينها الطبيعية والإنسانية والعمرانية - والخدمية والتعليمية والثقافية. وسجل توثيقي لبرامج التطور في المنطقة وازدهارها في ظل قيادة الوطن حفظها الله. ومرجع أساسي يوفر المادة العلمية التي تخدم البرامج الإعلامية الوطنية . وتوثيق النقلات النوعية في جميع المجالات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمنطقة. وتوفير الفرصة المعرفية للراغبين في الإطلاع على النهضة وشواهدها التي تؤكد عراقة تاريخ المملكة العربية السعودية بحاضرها المشرف ومستقبلها الزاهر ووحدة المعرفة التي تعزز تكامل قواعد الدراسة لفهم ناتج التأثير الإيجابي للتفاعل بين الإنسان والمكان على وحدة الصف والكلمة واللحمة الوطنية. وأرضية موثقة للمعلومات والبيانات الأساسية اللازمة لإنتاج المعرفة والبحث العلمي والثقافي والأدبي والفني والسياحي والاقتصادي وغيره من مجالات الحياة. ودعم وتعزيز الوجدان الوطني والشعور بالفخر والاعتزاز بانتمائه لوطنه ومجتمعه وسماته في مواجهة تحديات العصر بانعكاساتها على النشء ومعارفهم ومفاهيمهم. ورصد مكانة وأهمية سياق التفاعل مع العوامل البيئية والظروف المحيطة في تحديد أساليب التعامل مع أنشطة الحياة ومفرداتها كبعد من الأبعاد المعاصرة في التنمية الدولية. وتوثيق التجارب الإبداعية ومستخلصات الدراسات والكتابات الهامة عن منطقة حائل وتأطيرها وتوثيقها وتوسيع مفهوم الحراك المعرفي والأكاديمي وتوظيفه بما يخدم الحراك الاجتماعي والثقافي في محيطه المحلي والوطني. وتجاوز الحراك التقليدي الناتج عن مخرجات الجامعة من الطلاب والمعلمين والباحثين والمهنيين، إلى ما يسمى في فقه المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية بالحراك العكسي القائم على استدعاء وستحضار متطلبات المجتمع واحتياجات البيئة وتحدياتها النوعية إلى مائدة البحث بقواعدها العلمية وأطرافها المعنية والمسئولة ومواجهة العوامل التي تقف وراء ضعف الوعي العام وخصائصه حيث تعاني المكتبة خاصة في حائل من نقص مثل هذه المشروعات وحمولتها المعرفية، وقيام الجامعة بدورها في تعزيز الهوية الثقافية وصيانتها في مواجهة تحدياتها المعاصرة، إضافة إلى دورها في بناء مهارات الجدارة والقدرة على المنافسة في العالم المفتوح .ويعبر المشروع عن الارتباط بين الجامعة ومكونات المجتمع الذي يؤثر فيها ويتأثر بها وتعاونهما للإسهام في تحقيق الأهداف العامة للمجتمع والتأكيد المستمر للعلاقة الجوهرية التي تجمع الأصالة والهوية مع تكنولوجيا العصر ونشر الأساليب العلمية في التفكير والتكيف مع تحديات المستقبل من خلال الاهتمام بالمكان وأحواله والإنسان وآماله. وإنتاج موسوعات تهدى لمقام الإمارة والحاكم الإداري للمنطقة سجلاً علمياً ومعرفياً.