لإنْ اختـلفــت الآراء والقناعات لدى الناس بشأن نظام ساهر الإلكتروني ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، فإنَّ الجميع لا ينكر بأنه ساهم في تقليل ارتكاب المخالفات والحوادث، وبالتالي قلت الوفيات والإصابات، وأدى إلى نوع من الانضباط بشكل عام لدى الكثيرين بعد طول انتظار وسنوات عديدة كانت تتزايد فيها الحوادث المرورية يوماً بعد يوم وعاماً بعد آخر، وكل عام يفوق الذي قبله بنسبة الوفيات والحوادث حتى جاء ساهر الذي تم تطبيقه في معظم المناطق. وبما أن الغرامة المادية هي الجزء الهام والأساسي في عقوبة المخالفة وقاعدة من قواعد فرض النظام المروري، ولكنها قد لا تكون كافية وحدها للردع، لأنَّ هناك فئة من الناس يحلو لها ممارسة نزواتهم المرورية وسلوكياتهم الخاطئة السلبية من تجاوز إشارات وسرعة جنونية وغيرها، وبالتالي قد لا تشكل لهم العقوبة المادية أي شيء. ولذلك لابد أن تقترن بعقوبة أخرى أشد، مثل حجز المركبة وسحب الرخصة أو السجن لأيام معدودة، ليكون عقوبة رادعة، لأنَّ ساهر مقتصر على ضبط مخالفات محددة وهي السرعة وتجاوز الإشارة الحمراء وخطوط المشاة فقط، ولكن ماذا عن المخالفات الأخرى التي لا تقل عنها خطورة والتي لابد أن يتدخل فيها العنصر البشري المتمثل في شرطي المرور.
وفي المقابل هناك فئة من الناس لا مانع لديها من دفع العقوبة المالية ما دام فيها نوع من الانضباط وفرض النظام وتعكس الصورة الحضارية للسلوك المروري، وهم قلة -للأسف- مقارنة بمن لا يريد النظام ويؤيد الفوضى على حساب إلغاء المخالفة، ويجب ألا يفهم الناس على أن الأمر مقتصر فقط على دفع المال بل المقصود هو فرض النظام وردع المخالف لكي لا يكرر مخالفاته في المستقبل.