قال محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في مقاله بـ(الجزيرة): انتهى جهاد الطلب لأن القوانين الدولية لا تسمح بذلك وأقول تعقيباً على مقاله إياه ما يلي:
ذكرت مستدلاً: أنه كما اندثر الرق يندثر الجهاد كذلك، وأن القانون الدولي يمنع اعتداء الدول على بعضها، وأن بأيديهم الأسلحة الذرية التي تكون تدميرا كما في هيروشيما.
الجواب: من قال لك إن الرق انتهى ليوم القيامة، فقد يعود حين عزة المؤمنين الصادقين، ثم إن احتججت بالشرعية الدولية فنقول: إنها شرعية باطلة، هي شرعية اليهود والصليبيين أصحاب الحروب الصليبية فقط، ألم تستمر الحروب الصليبية لمدة مائتي سنة باسم الشرعية، وأسست إسرائيل ووعد بلفور وضيعت أمة وطردت من بيوتها وطردت من دورها، هذا كله باسم الشرعية، والشرعية الدولية هي التي أعطت تيمور استقلالاً عاجلاً، بينما فلسطين وكشمير محتلتان منذ أكثر من خمسين عاماً مع صدور قرارات دولية تخصهما، وباسم الشرعية مدحت بورما وأعطيت قرضا وسيزورها عدد من زعماء الشرعية التي تدين بها، ومدحت وسكت عن مجازرها، وكثير من شعوب العالم لا يعترفون بها، بل هي شرعية الغابة المتنفذ فيها هو مالك القوة، فخمس دول هي التي تملك حق الفيتو لأي قرار مهما كان، فهذا القانون لا يعرف حتى في قانون حامورابي وما بعده، حتى قانون الياسق لجنكيز خان ليس فيه ذلك، فلو كانت دول المسلمين قوية كقوتهم لتغير الحال، فشريعة الغاب لا تحول الباطل حقا ولا الحق باطلا، فليس معنى غياب المسلمين بسبب الخيانات والمنافقين فيهم وغياب المصلحين، إن الحق الذي معهم صار عفوا من الزمن وغفلا من الأيام، وصار باطلا وخطأ وصار منبوذاً متروكاً، بل إن دين الله موجود عائد ومنتصر لكن المخذلين لا يخذلون إلا أنفسهم، فشرعية أمريكا وإسرائيل ليس كل الناس من الشعوب ترضى عنها، بدليل الحروب العالمية والحروب التي لا تنتهي، لكن القوم عرفوا أن الحق مع المسلمين وبمساعدة النفاق وأهله أرادوها تدميرا لهم والكفر ملة واحدة.
وإن كانت الأمة المسلمة ضعيفة في وقت فلا تذهب شريعة جهاد الطلب منه، والدفع والواجب قد يسقط أحيانا بسبب العجز، ولا يسقط بالكلية، لكن يرجع بالاستطاعة والإعداد الصحيح من العلم والعدة، والحق لا يندثر، وكل العلماء يقولون بأنه لم يندثر إلا ما حكيت عنهم ممن سميتهم علماء والله أعلم بهم لا ندري من هم، والدولة الإسلامية مرت بمراحل كثيرة فيها ضعف فيهادنون أعداءهم حتى يقووا كما حدث كثيرا في تاريخ الإسلام والمسلمين وهو مشهور، ولم يقل أحد نعلمه بالعلم بسقوط الجهاد بالكلية، ولم يقل أحد منهم فيما نعلم بوجوب جهاد اليهود والصليبيين على الوضع الحالي بل قد يكون جهادهم معصية.
فيا أيها الكاتب عُد لرشدك وارجع لتراثك وثوابتك.
أ.د. محمد بن يحيى النجيمي