صورة مؤلمة التي بثتها وكالات الأنباء والمحطات الفضائية للرئيس إسماعيل هنية ورئيس الوزراء المصري هشام قنديل وهو يطبع قبلة على جبين طفل قتل خلال العدوان على غزة...
صورة ومواقف مختلفة من الحكومة المصرية الحالية لما حدث من الحكومة المصرية السابقة إبان حكومة حسني مبارك عندما وقفت الحكومة المصرية سلبيا وأغلقت الحدود مع غزة وبقيت مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي مما أدى إلى انتقادات واسعة على تصرفاتها...
مصر الربيع العربي 2012م مختلفة عن مصر 2008م, والصورة التي نشرت لرئيس الوزراء هشام قنديل وهو يقبل جبين طفلة استشهدت في الحرب لقطة تاريخية لمراسل (رويترز) تعكس الموقف الجديد لعرب الربيع العربي وللشعب الفلسطيني الذي صوت للربيع وصوت للرئيس المصري محمد مرسي أثناء الانتخابات الرئاسية...
من تكهن إبان الثورات العربية وربيعها, الربيع الذي أشعل الحركة الشعبية ضد حكومة العسكر: تونس، ومصر, وليبيا واليمن، وسوريا. - من تكهن- بأن الربيع سيصبح هشيم وتدب الفوضى في أوصاله كان يراهن على فشل المشاريع العربية، حالة اليأس التي تشربها من إسرائيل التي عملت طوال (70) عاماً على زرع اليأس في نفوس العرب باعتبارها أي إسرائيل واقعاً فرض نفسه في الهيمنة والسيطرة، لكن كفاح الشعب الفلسطيني والنتائج التي حققها الشعب الصامد في غزة وتحمله ويلات الحرب والحصار جعل إسرائيل ومعها الغرب يعود للواقعية ويتعامل مع غزة واقعا جديدا فرض عليهم ضرورة إعادة النظر بطموحات إسرائيل وتوسعها على حساب الأرض العربية...
مصر العربية والإسلامية تعود اليوم لتدحض أحلام وطموح إسرائيل التي تقول إنني أمتلك أرض وسماء فلسطين وأن العرب ظاهرة صوتية، وكذلك تدحض العالم الغربي تحديدا أوروبا: فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي كانت قبل الربيع العربي تلتزم الصمت لأيام وربما لأسابيع وتقول: لإسرائيل الحق في الرد وتحديد حجم الأضرار. نراها اليوم تبدأ بالوساطات المبكرة لحصر الحرب في دائرة صغيرة فهي لا تتنبأ ولا تعلم ما هي حجم ردة الفعل العربي وبخاصة في الشمال الإفريقي لو استمرت الحرب طويلا، فالربيع العربي لم تنتهي امتداداته وتأثيره وإسرائيل محرض لتحريك وتأجيج الربيع العربي ضد مصالح أوروبا في الشرق الأوسط.